حكم المنادى المعرّف بأل :
ولا ينادى ما فيه الألف واللام إلا الله وحده لأنهما لا تفارقانه كما لا تفارقان النجم مع انهما خلف عن همزة إله. وقال :
من اجلك يا التي تيّمت قلبي |
|
وأنت بخيلة بالوصل عني (١) |
حكم المنادى المكرّر :
وإذا كرر المنادى في حال الإضافة ففيه وجهان أحدهما أن ينصب الإسمان معا كقول جرير :
يا تيم تيم عديّ أبالكم |
|
يلقينّكم في سوءة عمر (٢) |
وقول بعض ولده :
__________________
(١) البيت من شواهد الكتاب التي لم يعرف لها قائل.
اللغة من أجلك يقرأ بنقل حركة الهمزة إلى نون من وتيّمت ذللت واستعبدت ومنه تيم اللات أي عبد اللات. وكان القياس أن يقول تيّمت بتاء التأنيث على الغيبة إلا انه جاء علي نحو قوله. أنا الذي سمتن أمي حيدره. وكان الوجه أن يقول سمته وعني أي علي. وحروف المعاني ينوب بعضها عن بعض (والشاهد فيه) نداء ما فيه أل وهو التي.
(٢) هو من قصيدة له يهجو بها عمر بن لجأ وقومه. وكان عمر هجا جريرا وأكثر القول فيه وجرير لا يجيبه بشيء خمس سنين. ثم كلم قومه في أن يكفوا لسانه عنه فلم يفعلوا. فقال يهجوهم ويتوعدهم. فلما أتاهم وعيده أتوه بعمر موثقا وحكموه فيه فأعرض عن هجوهم. وقبل هذا البيت :
والتيم عبد لأقوام يلوذ بهم |
|
يعطي المقادة إن أوفوا وان غدروا. |
اللغة تيم هو ابن عبد مناف ابن ادّ بن طابخة وانما أضافه إلى عدي ليفرق بينها وبين تيم مرو وتيم غالب في قريش وتيم قيس بن ثعلبة وتيم شيبان وتيم ضبة. وقوله لا أبالكم للغلظة في الخطاب وأصله ان ينسب المخاطب إلى غير أب معلوم سبا له ثم كثر حتى صار يستعمل في كل خطاب فيه غلظة. وقوله لا يلقينكم من الالقاء وهو الطرح. وقال العيني لا يلفينكم من ألفى إذا وجد وليس بسديد. وقال العسكري انه من تصحيف الرواة. والسوأة الفعلة القبيحة.