وأصله حبب ، وهو مسند إلى اسم الإشارة ، إلا أنهما جريا بعد التركيب مجرى الأمثال التي لا تغير ، فلم يضم أوّل الفعل ، ولا وضع موضع ذا غيره من أسماء الإشارة ، بل التزمت فيهما طريقة واحدة. وهذا الإسم في مثل إبهام الضمير في نعم ، ومن ثم فسر بما فسر به ، فقيل حبذا رجلا زيد كما يقال نعم رجلا زيد. غير أن الظاهر فضل على المضمر بأن استغنوا معه عن المفسر ، فقيل حبذا زيد ولم يقولوا نعم زيد ، ولأنه كان لا ينفصل المخصوص عن الفاعل في نعم وينفصل في حبذا.
__________________
بها حين تمزج أي ما أحبها إلى النفوس وأشهاها يريد أن مزجها كما يكسر من حدتها ويفت من عضد شدتها فهو كذلك يزيد طعمها حسنا ومذاقها لذة.