ألف ، ومثل هذا لا يقنع ، لأن التعليل فيما ذكره أبو الفتح إذا قصر على
الشبه في الاسم ضعف جدا واطرح.
ثم الكلام
عليهم أيضا باق في قولهم : إن الهمزة في نحو ـ الرجل ـ ألف على الإطلاق ، مع
اعتقادهم أن الألف هي الحرف الساكن أبدا في نحو ـ كتاب وغيره ـ والهمزة حرف غيره ،
وإنكارهم على أبي العباس المبرد ما ذكرناه.
فأما نحن إذا
سئلنا عن العلة في إيراد اللام مع الألف للتوصل بحرف متحرك دون غيرها من الحروف ،
فمن جوابنا أن الغرض كان إيراد حرف متحرك للتوصل به ، والعادة جارية في مثل الموضع
بمجيء همزة الوصل ، كما جاءت في نحو : اذهب وغيره ، فمنع من ذلك ما ذكره أبو الفتح
من أنها تأتي مكسورة ، ولو جاءت قبل الألف مكسورة لانقلبت الألف ياء لانكسار ما
قبلها ، وانتقض الغرض ، فلما خرجت الهمزة بهذه العلة التي ذكرها كانوا في غيرها من
الحروف بالخيار ، أي : حرف متحرك ورد صح به الغرض ، فأتوا باللام لغير علة ، كما
خص واضع الخط بعض الحروف بشكل دون بعض لغير سبب ، وأمثال هذا الذي لا يعلّل كثيرة
لا تحصى.
ويلحق هذه
الحروف التي ذكرناها حروف بعضها يحسن استعماله في الفصيح من الكلام وبعضها لا يحسن
، فالتي تحسن ستة حروف : وهي النون الخفيفة التي تخرج من الخيشوم ، والهمزة
المخففة ، وألف الإمالة ، وألف التفخيم ، وهي التي بها ينحى نحو الواو ، وذلك
كقولهم في الزكاة : الزكوة ، والصاد التي كالزاي ، نحو قولهم في مصدر : مزدر ،
والشين التي كالجيم ، نحو قولهم في أشدق : أجدق.
والحروف
التي لا تستحسن ثمانية : وهي الكاف التي بين الجيم والكاف ، نحو : كلهم عندك ،
والجيم التي كالكاف نحو قولهم للرجل : ركل ، والجيم التي كالشين ، نحو قولهم :
خرشت والطاء التي كالتاء ، كقولهم : طلب ، والضاد الضعيفة ، كقولهم في أثرد : أضرد
، والصاد التي كالسين في قولهم : صدق ، والظاء التي كالثاء ،