قائمة الکتاب
7 ـ الكلام في الفصاحة
٥٣
إعدادات
سرّ الفصاحة
سرّ الفصاحة
المؤلف :أبي محمّد عبد الله بن سعيد بن سنان الخفاجي الحلبي
الموضوع :اللغة والبلاغة
الناشر :دار الفكر ناشرون وموزعون
الصفحات :327
تحمیل
المساواة :
فأما المساواة بين اللفظ والمعنى فكما وصف بعض الأدباء رجلا فقال : كانت ألفاظه قوالب لمعانيه ، أي هي مساوية لها لا يفضل أحدهما على الآخر ، وحدّ المساواة المحمود هو «إيضاح المعنى باللفظ الذي لا يزيد عنه ولا ينقص». وقد احترزت بقولي : (إيضاح) مما احترزت منه عند (١) حد الإيجاز ، لما أذهب إليه من قبح العبارة عن المعنى باللفظ الذي لا يوضحه ، وفرّقت بين المساواة والتذييل بقولي : لا يزيد عنه ؛ لأن التذييل لفظ يزيد على المعنى ، وفرقت بين الإيجاز والإخلال بقولي : ولا ينقص ؛ لأن الإيجاز على ما ذكرناه إيضاح المعنى بأقل ما يمكن من اللفظ ، والإخلال هو نقص المعنى باختصار اللفظ ، فقد فهم ـ بهذا القول الإيجاز والإخلال والمساواة والتذييل ، ولكل من ذلك أمثلة.
فأما أمثلة الإيجاز والإخلال فقد ذكرناها ، وأما أمثلة المساواة فكثيرة ، ومنها قول زهير :
ومهما تكن عند امرىء من خليقة |
|
ولو خالها تخفى على الناس تعلم (٢) |
وقوله أيضا :
إذا أنت لم تقصر عن الجهل والخنا |
|
أصبت حليما أو أصابك جاهل (٣) |
وقول طرفة بن العبد :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا |
|
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد (٤) |
__________________
(١) ينظر ص ٢٠١ حيث عرّف الإيجاز.
(٢) «ديوان زهير». وانظر «خزانة الأدب» (٩ / ٢٧) ، «المعجم المفصل» (٧ / ٤٠٩).
(٣) «ديوان زهير» ص ١٠١. وانظر «المعجم المفصل» (٦ / ٢٨٢).
(٤) «شرح المعلقات السبع» للزوزني ص ٢١٥.