ارتباط واضح بما سبق.
وهنا يثير الفخر الرازي سؤالا فيقول : أليس التعبير بـ (علمنا) و (أوتينا) من قبيل كلام المتكبرين؟!
ثمّ يجيب على سؤاله هذا بالقول : إن المراد من ضمير الجمع هنا هو سليمان وأبوه ، أو هو ومعاونوه في الحكومة .. وهذا التعبير مستعمل حين يكون الشخص في رأس هيئة ما ، أن يتكلم عن نفسه بضمير الجمع!.
* * *
بحوث
١ ـ علاقة الدين بالسيّاسة
خلافا لما يتصوره أصحاب النظرة الضيقة من أن الدين مجموعة من النصائح والمواعظ ، أو المسائل الخاصة بالحياة الشخصيّة للإنسان .. بل هو مجموعة من القوانين والمناهج الحيوية التي تستوعب جميع مسائل حياة الإنسان وخاصة المسائل الاجتماعية.
فقد بعث الأنبياء لإقامة القسط والعدل كما في الآية (٢٥) من سورة الحديد ، إذ يقول سبحانه (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ).
وليضع الأنبياء عن الناس (إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ) فيتمتعوا بالحرية كما أشارت إلى ذلك الآية (١٥٧) من سورة الأعراف.
والدين رحمة ومنجاة للمستضعفين وتخليصهم من نير المتكبرين الظالمين.
والدين ـ أخيرا ـ مجموعة من التعاليم والتربية في مسير تزكية الإنسان والرقي به نحو الكمال (كما أشارت إليه الآية ٢ من سورة الجمعة).
وبديهي أن هذه الأهداف الكبرى لا يمكن أن تتحق دون إقامة الحكومة! فمن ذا يستطيع أن يقيم القسط بين الناس بمجرّد التوصيات الاخلاقيّة؟ .. أو أن