منذ عهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلىٰ
الآن ، فلا يعوّل علىٰ مثل هذه الرواية ، قال الرازي : « إعلم أنّ هذا القول من ابن عبّاس فيه نظر ، لأنّه يقتضي الطعن في القرآن الذي نُقِل بالتواتر ، ويقتضي صحّة القرآن الذي لم يُنْقَل بالتواتر ، وفَتح هذين البابين يطرق الشكّ في كلِّ القرآن ، وإنّه باطل » .
وقال أبو حيان : « من روىٰ عن ابن
عبّاس أنّ قوله تعالىٰ : ( حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا )
خطأ أو وهمٌ من الكاتب ، وأنّه قرأ ( حتىٰ تَسْتَأذِنُوا ) فهو كافرٌ في الإسلام ، مُلْحِدٌ في الدين ، وابن عباس بريءٌ من هذا القول .
الثالثة
: روى عروة بن الزبير عن عائشة : أنّه
سألها عن قوله تعالىٰ : ( لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) ( النساء ٤ : ١٦٢ ) : ثمّ قال (
والمقيمين )
، وفي المائدة : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا
وَالصَّابِئُونَ )
، و ( المائدة ٥ : ٦٩ ) ، و ( إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (طه ٢٠ : ٦٣ ) فقالت : يابن أُختي ، هذا
عمل الكُتّاب ، أخطأوا في الكتاب .
أمّا قوله تعالىٰ : (
والمقيمين )
فانّه علىٰ العطف يكون ( والمقيمون
) كما في قراءة الحسن ومالك بن دينار ، والذي في المصاحف وقراءة أُبيّ والجمهور ( والمقيمين
) قال سيبويه
: « نُصِب علىٰ المدح ، أي وأعني المقيمين » وذكر له شواهد وأمثلة من كلام العرب .
قال الآلوسي : « ولا يُلْتَفَت
إلىٰ من زعم أنّ هذا من لحن القرآن ، وأنّ
______________________