وحملها أبو جعفر النحاس علىٰ السُنّة ، وقال : « إسناد الحديث صحيحٌ ، إلّا أنّه ليس حكمه حكم القرآن الذي نقله الجماعة عن الجماعة ، ولكنها سُنّةٌ ثابتةٌ ، وقد يقول الإنسان كنتُ أقرأ كذا لغير القرآن ، والدليل علىٰ هذا أنّه قال : لولا أنّي أكره أن يقال زاد عمر في القرآن ، لزدته » (١).
رُوي أنّ عمر قال لعبدالرحمن بن عوف : « ألم تجد فيما أُنزل علينا : أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة ، فأنا لا أجدها ؟ قال : أُسقطت فيما أسقط من القرآن » (٢).
نقول : ألم يرووا في أحاديث جمع القرآن أنّ الآية تُكتَب بشهادة شاهدين من الصحابة علىٰ أنّها ممّا أنزل الله في كتابه ؟ فما منع عمر وعبدالرحمن بن عوف من الشهادة علىٰ أنّ الآية من القرآن وإثباتها فيه ؟ فهذا دليلٌ قاطعٌ علىٰ وضع هذه الرواية ، وإلّا كيف سقطت هذه الآية المدّعاة عن كُتّاب القرآن وحُفّاظه في طول البلاد وعرضها ، ولم تبق إلّا مع عمر وعبدالرحمن بن عوف ؟
رُوي عن عائشة أنّها قالت : « كان فيما أُنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
______________________
(١) الناسخ والمنسوخ : ٨.
(٢) الاتقان ٣ : ٨٤ ، كنز العمال ٢ : ٥٦٧ حديث / ٤٧٤١.