مرة ، وقد عارضه به عام وفاته مرتين ، وهذا الدليل يُسقِط جميع مزاعم القائلين بالتحريف والتغيير ، وما تذرّعوا به من أنّ كيفية جمع القرآن ومراحل ذلك الجمع ، تستلزم في العادة وقوع هذا التحريف والتغيير فيه ؛ وسنأتي علىٰ تفصيل ذلك في موضوع جمع القرآن باذن الله تعالىٰ.
١٠ ـ اهتمام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والمسلمين بالقرآن ، فقد كان حريصاً علىٰ نشر سور القرآن بين المسلمين بمجرد نزولها ، مؤكّداً عليهم حفظها ودراستها وتعلّمها ، مبيّناً فضل ذلك وثوابه وفوائده في الدنيا والآخرة ، وقد بذل المسلمون عناية فائقة واهتماماً متواصلاً بكلام الله المجيد بشكل لم يسبق له مثيل في الكتب السماوية السابقة ، فكان كلّما نزل شيءٌ من القرآن هَفَت إليه القلوب ، وانشرحت له الصدور ، وهَبَّ المسلمون إلىٰ حفظه وتلاوته ، بما امتازوا به من قُوّة حافظة فطرية ، لأنّ شعار الإسلام وسمة المسلم حينئذٍ هو التجمّل والتكمّل بحفظ القرآن الكريم ، معجزة النبوّة الخالدة ، ومرجع الأحكام الشرعية ، واستمروّا علىٰ ذلك حتّىٰ صاروا منذ صدر الإسلام يُعَدّون بالأُلوف وعشراتها ومئاتها ، وكلّهم من حَمَلة القرآن وحُفّاظه وكُتّابه ، فكيف يُتَصوّر سقوط شيءٍ منه والحال هذه ؟!
١١ ـ دقّة وتحرّي المسلمين لأي طارىءٍ
جديدٍ في القران ، حيثُ إنّ العناية قد اشتدّت ، والدواعي قد توفّرت لحفظ القرآن وحراسته حتّىٰ في حروفه وحركاته ، ويكفي أن نذكر أنّ عثمان حينما كتب المصاحف ، أراد حذف حرف الواو من ( والَّذِينَ ) في قوله تعالىٰ ( وَالَّذِينَ
يَكنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ ولا يُنفِقُونَها في سَبِيلِ اللهِ ... ) ( التوبة ٩ : ٣٤ ). فقال أُبيّ : لتلحقنّها
أو