ليس من الكلام
المنزل ، والتحريف بهذا المعنىٰ باطلٌ باجماع المسلمين ، بل هو ممّا عُلِم بطلانه بالضرورة ، لأنّه يعني أنّ بعض مابين الدفّتين ليس من القرآن ، ممّا ينافي آيات التحدّي والاعجاز ، كقوله تعالىٰ : ( قُل لئنِ اجتَمَعَتِ الاِنسُ والجِنُّ علىٰ أن يأتُوا بمِثْلِ هَذا القُرْآنِ لا يأتُونَ
بِمِثْلِهِ وَلوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً )
( الإسراء
١٧ : ٨٨ ).
٢ ـ
التحريف بالنقص : بمعنىٰ أنّ
بعض المصحف الذي بين أيدينا لا يشتمل علىٰ جميع القرآن الذي نزل من السماء ، بأنْ يكون قد ضاع بعض القرآن علىٰ الناس إمّا عمداً ، أو نسياناً ، وقد يكون هذا البعض كلمةً أو آية أو سورة ، والتحريف بهذا المعنىٰ هو موضوع البحث حيثُ ادّعىٰ البعض وقوعه في القرآن الكريم استناداً إلىٰ أحاديث هي بمجملها إمّا ضعيفة سنداً ، أو مؤولة بوجهٍ يُخْرِجها عن إفادة ذلك ، وإلّا فهي أحاديثٌ وأخبارٌ مدسوسةٌ وباطلةٌ ، قد أعرض عنها محققو المسلمين علىٰ مرّ العصور ، علىٰ ما سيأتي بيانه في ثنايا هذا البحث.