تقديم : بقلم المشرف آية الله جعفر السبحاني
بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله
الّذي كتب على قلوبنا فهرس أسمائه الحسنى وصفاته العليا ، والصلاة والسلام على خير
عباده محمد المصطفى وعلى آله أعلام الهدى ومصابيح الدجى.
إنّ الاجتهاد
الّذي هو عبارة عن استنباط الحكم الشرعي الفرعي عن أدلّته موهبة إلهيّة لهذه
الأمّة وسبب لخلود التشريع الإسلامي واقتداره للإجابة عن كافّة المشاكل ، فهو
يساير سنن الحياة وتطوّرها ويجعل النصوص الشرعيّة حيّة متحركة نامية متطورة تتماشى
مع نواميس الزمان والمكان ، فلا يحمد الجمود الّذي يباعد بين الدين والدنيا أو بين
العقيدة والحياة الّذي نشاهده في إقفال الاجتهاد.
إنّ تجويز
الاجتهاد في ظلّ الأصول العامّة الواردة في الشريعة ، أغنى صاحبها عن ذكر التفاصيل
والجزئيات ، ولو قام بذكرها لأعرض الناس عن هذه الدعوة لتعقّدها ، ولأنّها تضمّنت
أحكاما عن جزئيات ومخترعات لا تقع تحت حسّهم ويصعب عليهم تصوّرها ، لأنّها لم تعرف
في زمانهم ، وكان اللازم عليه حينئذ بيان قوانين وقواعد عامّة يقتدر معها المستنبط
على استنباط الأحكام.
إنّ التشريع
الإسلامي في مختلف الأبواب يشتمل على أصول وقواعد عامّة تفي باستنباط آلاف الفروع
الّتي يحتاج إليها المجتمع البشري على امتداد القرون ، وهذه الثروة العلميّة الّتي
اختصّت بها الأمّة الإسلامية من بين سائر الأمم أغنت الشريعة الإسلامية عن التمسّك
بكلّ تشريع سواها.
وقد تضافرت
الروايات على أنّ جميع ما يحتاج الناس إليه إليه قد جاءت فيه آية محكمة أو سنّة
متّبعة.
وعلى ضوء هذا
قامت ثلّة من علمائنا بمهمّة التخريج والتفريع على ضوء الكتاب والسنّة