غير المسند والمسند إليه ، وغير المضاف إليه وصلة الموصول يسمّى قيدا ، والمسند والمسند إليه يسمّيان «عمدة» لأنهما ركن الكلام ، فلا يستغنى عنهما بحال من الأحوال ، وما عداهما يسمّى فضلة.
وليست الفضلة ممّا يجوز الاستغناء عنه ، فقد يلزم ذكرها لعارض ، ككونها حالا سادّة مسدّ الخبر ، وهو عمدة ، مثل : «ضربي العبد مسيئا» ، أو لتوقّف المعنى عليه ، نحو قول الشاعر :
إنّما الميت من يعيش كئيبا |
كاسفا باله قليل الرّجاء |
وقد تكون الفضلة في مرتبة العمدة من حيث عدم الاستغناء عنها لما فيها من تتميم للفعل الذي يظل قاصرا بدونها ، نحو : «كافأ المعلّم المجتهد».
والمسند إليه في الجملة الاسمية هو المبتدأ ، نحو : «الشتاء قادم» أو اسم النواسخ ، نحو : «كان الطقس ممطرا». وهو في الجملة الفعلية الفاعل ، نحو : «جاء زيد» ، أو نائب الفاعل ، نحو : «سرق البيت». أمّا المسند ، فهو في الجملة الاسمية الخبر ، نحو : «الشتاء قادم» أو خبر النواسخ ، نحو : «كان الطقس ممطرا». وهو في الجملة الفعليّة ، الفعل ، نحو : «جاء زيد» أو ما يشبه الفعل ، نحو : «صه» (اسم فعل بمعنى اسكت).
والاسم يسند ويسند إليه ، أمّا الفعل فيسند ولا يسند إليه ، وأمّا الحرف فلا يسند ولا يسند إليه.
والإسناد نوعان : حقيقيّ ، نحو : «قال المعلّم» ؛ ومجازيّ ، نحو : «قال الكاتب».
٢ ـ ذكر المسند إليه : الأصل أن يذكر المسند إليه ، وخاصّة إذا لم تكن هناك قرينة تدل عليه عند حذفه. وقد يعمد إلى الذّكر مع وجود قرينة تمكّن من الحذف ، وذلك لأغراض بلاغيّة عدّة ، منها :
أ ـ زيادة التقرير والإيضاح للسامع ، نحو قول الشاعر :
هو الشّمس في العليا هو الدّهر في السّطا |
هو البدر في النادي هو البحر في النّدى |
ب ـ التلذّذ بذكره ، وذلك في كل ما يهواه المرء ، ويتوق إليه ، ويعتزّ به ، نحو : «ليلى حبيبتي ، ليلى مناي».
ج ـ الإهانة والتحقير ، وذلك في كل ما يدل اسمه على الحقارة ، نحو : «المجرم قادم» في جواب من قال : «هل حضر المجرم؟».
د ـ التعظيم ، نحو : «حضر سيف الدولة» في جواب من قال : «هل حضر الأمير؟».
__________________
ـ ـ كل ما يصلح أن يخبّر به ، كالخبر ، نحو : «الطقس ممطر» ، وخبر النواسخ ، نحو : «كان زيد مجتهدا» والفعل ، نحو : «نجح خليل» ، واسم الفعل ، نحو : «هيهات أن أصبح أميرا» والفاعل السادّ مسد الخبر ، نحو : «ما ناجح الكسولان» ... الخ.