الثانية (١) ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو).
ه ـ الضمير المنتقل إلى الفعل أو الاسم الذي يتعلّق به الظرف ، أو الجار والمجرور ، وذلك في الصفة ، نحو : «مررت برجل أمامك أو في مجلسك» ، وفي الصلة ، نحو : «جاء الذي عندك ، أو في الدار» ، وفي الخبر ، نحو : «الكتاب أمامك أو في المكتب» ، وفي الحال ، نحو : «جاء القائد فوق جواد ، أو على درّاجة». والمتعلّق به في هذه الأمثلة جميعا ، فعل بصيغة الغائب ، أو اسم فاعل ، وكلاهما يستتر فيهما الضمير جوازا.
٣ ـ ضمير الشأن ، أو القصّة ، أو الأمر ، أو الحديث ، أو المجهول : هو ضمير يلزم الإفراد والغيبة (٢) ، ولا بدّ أن يكون :
١ ـ مبتدأ كقول ابن الفارض :
هو الحبّ فاسلم بالحشا ما الهوى سهل |
فما اختاره مضنى به وله عقل |
(«هو» ضمير الشأن مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ).
٢ ـ أصله مبتدأ ، ثم دخل عليه ناسخ ، نحو الآية : (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (الأنعام : ٢١) («إن» : حرف توكيد ونصب مبني على الفتح ، لا محل له من الإعراب ، والهاء ضمير الشأن مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ». «لا» : حرف نفي ... وجملة «يفلح الظالمون» في محل رفع خبر «إنّ»).
ويأتي ضمير الشأن مستترا أحيانا كثيرة ، نحو : «كان علي عادل» («كان» : فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظاهر ، واسمه ضمير الشأن محذوف في محل رفع. «عليّ» : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. «عادل» : خبر المبتدأ مرفوع بالضمّة الظاهرة. وجملة «عليّ عادل» في محل نصب خبر «كان»). وخبر ضمير الشأن جملة اسميّة خبرية متأخّرة عنه ، وقد ندر مجيئه مفردا ، كقول ابن الفارض السابق الذكر.
٤ ـ ضمير الفصل ، ضمير العماد ، أو الدعامة : هو ضمير رفع منفصل يأتي لإزالة اللبس في الكلام ، فيفصل بين المبتدأ والخبر ، أو بين ما أصله مبتدأ وخبر ، نحو الآية : (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) (المائدة : ١١٧) ، والآية : (وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ) (القصص : ٥٨). أمّا في مثل «زيد هو الناجح» فمنهم من يعربه مبتدأ ثانيا خبره «الناجح» ، وجملة «هو الناجح» خبر
__________________
(١) فاعل «هيهات» الأولى : البحر.
(٢) ويخالف سائر الضمائر في أنه لا يعطف عليه ، ولا يؤكّد ، ولا يبدل منه ، ولا يتقدّم خبره عليه ، ولا يفسّر إلا بجملة اسمية خبرية ، ولا يقوم الظاهر مقامه ، وجملته المفسّرة لها موضع من الإعراب.