شيء في شيء آخر ، فتقول : أدغمت الثياب في الوعاء ، وتعني أنك أدخلتها فيه. والإدغام ، اصطلاحا ، هو إدخال حرف ساكن بحرف آخر مثله (١) متحرّك ، من غير أن تفصل بينهما بحركة أو وقف ، فيصيران لشدة اتصالهما كحرف واحد ، بحيث يرتفع اللسان وينخفض دفعة واحدة ، نحو : «مدّ» ، «شدّ» ، وأصلهما «شدد» و «مدد». ويكون الإدغام في حرفين دائما أولهما ساكن وثانيهما متحرّك ، وجميع الحروف تدغم ويدغم فيها ، إلّا الألف ، لأنها ساكنة أبدا ، فلا يمكن إدغام ما قبلها فيها ، ولا يمكن إدغامها لأن الحرف يدغم في مثله ، وليس للألف مثل متحرّك حتى يصحّ الإدغام فيها.
٢ ـ صور التقاء المتماثلين : إذا اجتمع الحرفان المتماثلان ، فإمّا أن يكونا متحرّكين ، وإمّا أن يكون أحدهما متحرّكا وثانيهما ساكنا ، وإما أن يكون الأول ساكنا والثاني متحركا ، وإليك حكم الإدغام في كل هذه الصور.
١ ـ إذا تحرّك الأوّل وسكّن الثاني ، امتنع الإدغام ، لأن حركة الحرف الأوّل قد فصلت بين المتماثلين ، فتعذّر الاتصال ، نحو : «ظننت» ، و «يكتب ابنك فرضه» ، و «مللت السفر».
٢ ـ إذا كان الأوّل ساكنا والثاني متحرّكا ، وجب الإدغام بالشروط التالية :
أ ـ ألّا يكون أول المتماثلين هاء السكت ، فإذا كان هاء السكت امتنع الإدغام نحو الآية : (ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) (الحاقة : ٢٨ ـ ٢٩).
ب ـ ألّا يكون أول المتماثلين مدّا في آخر الكلمة ، فلا إدغام في نحو : «جاء الطلاب فاصطفّوا ودخلوا صفوفهم».
ج ـ ألّا يؤدّي الإدغام إلى لبس وزن بآخر ، نحو : «قوول» مجهول «قاول» و «حوول» مجهول «حاول» حيث يمتنع الإدغام فيهما ، كي لا يلتبسا بمجهول «قوّل» و «حوّل».
٣ ـ إذا كان المثلان متحرّكين ، فالإدغام إمّا جائز ، وإما واجب ، وإما ممتنع. أمّا الإدغام الممتنع ، ففي المواضع التالية :
أ ـ أن يتصدّر المثلان ، نحو : «ددن» (اللعب) ، «تتر».
ب ـ أن يكونا في اسم على وزن «فعل» ، نحو : «درر» ، أو في اسم على وزن «فعل» ، نحو : «سرر» ، «ذلل» أو «فعل» ، نحو :
__________________
(١) يكون الإدغام إما بين الحرفين المتجانسين ، نحو :
«ردّ» ، «مدّ» ، وإما بين الحرفين المتقاربين في المخرج وهذا يكون بإبدال الحرف الأول ليجانس الح رف الثاني ، نحو : «امّحى» وأصلها : «انمحى» ، أو بإبدال الحرف الثاني ليجانس الحرف الأول ، نحو : «ادّعى» وأصلها «ادتعى» على وزن «افتعل».