والأصل : وسيعلم الذين ظلموا ينقلبون أيّ منقلب. فكلمة «أي» نائب عن المصدر ، وقد اكتسبت المصدريّة من المضاف إليه ، وهي تعرب مفعولا مطلقا.
٤ ـ الأسماء والإضافة : تنقسم الأسماء ، بالنسبة إلى الإضافة ، ثلاثة أقسام : أسماء جائزة الإضافة ، وأسماء ملازمة الإضافة ، وثالثة ممتنعة الإضافة.
أ ـ الأسماء الجائزة الإضافة : أغلب الأسماء المنكّرة يجوز أضافتها أو قطعها عن الإضافة حسب إرادة المتكلّم. وقد اختلف الكوفيّون والبصريّون حول إجازة إضافة صدر العدد إلى عجزه ، فقد أجازها الكوفيّون ومنعها البصريّون.
ب ـ أسماء ملازمة للإضافة : وهي أربعة أنواع :
١ ـ ما يضاف وجوبا إلى الاسم المفرد الظاهر أو إلى الضمير ، مع جواز قطع المضاف عن الإضافة لفظا دون معنى (١) ، ومنها : كل (٢) ، بعض أي (٣) ، غير (٤) ، مع (٥) ، والجهات الست (٦) ،
__________________
(١) وذلك بحذف المضاف إليه والاستغناء عنه بالتنوين الذي يجيء عوضا منه ، ودالّا عليه ، مع إرادة ذلك المحذوف وتقديره ، لحاجة المعنى إليه ، فيكون المضاف في هذه الحالة مضافا في المعنى دون اللفظ ، ويبقى له حكمه في التعريف والتنكير كما كان ، نحو الآية : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) (الإسراء : ٨٤) ، أي كل واحد.
(٢) يشترط كي تقطع كلمة «كل» عن الإضافة ألّا ـ ـ تكون توكيدا ، ولا نعتا ، فإن كانت كذلك وجب إضافتها لفظا ، وعدم قطعها ، نحو : «فاز المجتهدون كلهم».
و «أنت المخلص كل الإخلاص».
(٣) تأتي «أيّ» بستة أوجه :
أ ـ استفهاميّة ، نحو : «أي مهنة اخترتها؟».
ب ـ شرطيّة ، نحو : «أيّ عمل تعمل أعمل».
ج ـ اسم موصول ، نحو : «أحب طلابي ، وسأكافىء أيّهم ينجح ، أو سأكافىء أيّا ينجح».
د ـ «أي» التي للنعت ، نحو : «إن الصادق عظيم أيّ عظيم».
ه ـ «أي» التي للحال ، نحو : «قبلت كلام الناصح الأمين أيّ ناصح أمين».
و ـ وصلة للنداء ، نحو : «أيها الطلاب ، اجتهدوا».
والأوجه الثلاثة الأولى ، ملازمة للإضافة إمّا لفظا ومعنى معا ، وإما معنى ، كأمثلتها السابقة. والنوعان الرابع والخامس ملازمان للإضافة لفظا ومعنى ، أما السادس ، فلا يضاف أبدا.
(٤) تلازم «غير» الإضافة إمّا لفظا ومعنى ، وذلك في أكثر حالاتها ، وإمّا معنى فقط ، وذلك في حالتين :
أ ـ أن يحذف المضاف إليه بشرط أن يكون معلوما ، ملحوظا لفظه في النيّة والتقدير ، كأنه مذكور ، وأن تكون كلمة «غير» مسبوقة بـ «ليس» أو «لا» ، نحو : «لك في ذمّتي ألف ليرة لا غير».
ب ـ أن يحذف المضاف إليه المعلوم ، مع ملاحظة معناه دون لفظه ، نحو ؛ «من زرع الإساءة حصد الشقاء ليس غيرا».
(٥) لهذه الكلمة ثلاثة أوجه :
أ ـ ظرف للزمان أو المكان ، فتلازم الإضافة ، نحو :
«جئت مع الصباح» ، ونحو : «التواضع مع التكلّف كذب».
ب ـ ظرف بمعنى «عند» فلا تدل على اجتماع أو مصاحبة ، وتلازم الإضافة والجر بـ «من» الابتدائيّة ، نحو «الكفيل على اليتيم يرعاه ، ويصون حاله ، وإذا أراد ـ ـ البذل والعطاء فلينفق من معه ، لا من مع اليتيم».
ج ـ أن تكون اسماء بمعنى : جميع أو كل ، ولا ظرفيّة معه ، وتدلّ على مجرد الاصطحاب ، وفي هذه الحالة تمتنع إضافتها ، نحو : «جاء المعلمان معا».
هي : فوق ، تحت ، يمين ، شمال ، أمام ، خلف.