وواضح من رأي
الأخفش أنه لم يستطع الخروج من دائرة «التقدير» لارتباطه سلفا بضرورة اعتبار
الاسمين التاليين لفعل القلب «مفعولين» ، وطرد القاعدة في كل عبارة مصدرة بأحد
أفعال القلوب ، على أساس أن الاسمين الواقعين بعده أصلهما «مبتدأ وخبر» ، حتى وإن
كان في هذه الرؤية إسقام للمعنى. فما لا شك فيه أن القول بمبتدأ وخبر في كلمتي «الثلج»
و «البلّور» قبل دخول «ظننت» ، في عبارة مثل «ظننت الثلج بلّورا» ، قول فاسد ، إذ
لا يعقل أن يفيدا معنى من غير فعل القلب ، رغم توفّر «الإسناد» فيهما من الناحية
الشكلية.
وإننا لنميل
إلى أن «نافعا» في مثل «وجدت العلم نافعا» أقرب إلى (الحال) منه إلى (المفعول) ،
على الرغم من كون «العلم نافع» مبتدأ وخبرا قبل دخول فعل القلب.
ثمّ إن المعرب
لا يفتئت على حرمة اللغة إذا هو اقتصر في إعرابه «ظننت أن زيدا قائم» على مفعول
واحد لـ «ظننت» ، فقال بأن جملة «أن زيدا قائم» المؤولّة بالمصدر «قيام» مفعول به
للفعل «ظن» ،