والإفتاء ، وقلد ذلك الشيخ أحمد بن يونس الخليفي. وانكسف باله وخمد مشعال ظهوره بين أقرانه إلا قليلا ، حتى هلك يوسف بك قبل تمام الحول ، ونسيت القضية وبطل أمر الوظيفة والتكية وتراجع حاله لا كالأول.
ووافاه الحمام بعد أن تمرض شهورا وتعلل وذلك في عشرين شعبان من السنة ، وصلي عليه بالأزهر في مشهد حافل ، ودفن بتربة المجاورين.
ومن مؤلفاته : «إعراب الآجرومية». وهو مؤلف نافع مشهور بين الطلبة.
وكان قوي البأس ، شديد المراس ، عظيم الهمة والشكيمة ، ثابت الجنان عند العظائم ، يغلب على طبعه حب الرياسة والحكم والسياسة ، ويحب الحركة بالليل والنهار ويمل السكون والقرار ، وذلك مما يورث الخلل ويوقع في الزلل ، فإن العلم إذا لم يقرن بالعمل ويصاحبه الخوف والوجل ويجمل بالتقوى ويزين بالعفاف ويحلى باتباع الحق والإنصاف أوقع صاحبه في الخذلان وصيره مثلة بين الأقران ، انتهى.