وتختصّ التاء باسم الله ، وحكى الأخفش : تربّ (١) الكعبة (٢).
وقد تدخل (ربّ) على مضمر بلفظ الغيبة يلزم الإفراد والتذكير ، والتفسير بعده بمييز كمميز عشرين (٣) ، نحو : ربّه امرأة لقيتها ، وربّه رجلين لقيتهما ، أنشد أحمد بن يحيى (٤) :
٢٢٢ ـ واه رأبت وشيكا صدع أعظمه |
|
وربّه عطبا أنقذت من عطبه (٥) |
__________________
الشاهد في : (رب رفد) فقد جرت (رب) النكرة للتكثير ، والغالب فيها الدلالة على التقليل. ويرى ابن درستويه أنها للتكثير دائما.
ديوان الأعشى ميمون ٦٣ وابن الناظم ١٤٠ وشفاء العليل ٦٧٥ والعيني ٣ / ٢٥١ والخزانة ٤ / ١٧٦ والإيضاح العضدي ٢٥٢ وابن يعيش ٨ / ٢٨ والهمع ١ / ٩ والدرر ١ / ٥.
(١) في م (برب).
(٢) شرح الكافية ٧٩٢ وشرح العمدة ٢٧٠ وابن الناظم ١٤١.
(٣) يفهم من قوله : «كمميز عشرين» أن تمييز الضمير الداخلة عليه (رب) يكون مفردا منصوبا ، ولم يقل أحد بإفراده ، وإنما اتفق على مطابقته الضمير معنى ، كما مثل. ولعله قصد مشابهته لمميز عشرين في النصب ؛ بدليل تمثيله بقوله : ربه رجلين.
(٤) يعني ثعلبا. انظر شرح الكافية الشافية ٧٩٤.
هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار ، مولى بني شيبان ، المعروف بثعلب ، إمام الكوفيين في النحو واللغة في زمانه ، أخذ عن سلمة بن عاصم ، وابن سلام الجمحي ، وأخذ عنه أبو الحسن سليمان الأخفش وابن الإنباري.
من تصانيفه : المصون في النحو ، واختلاف النحويين ومعاني القرآن ومعاني الشعر. وكانت حياته من (٢٠٠ : ٢٩١ ه). تاريخ الأدباء النحاة ١٥٧ وبغية الوعاة ٣٩٦.
(٥) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله. وروي : (عطب) بالجر على تقدير من. ولا شاهد عليها لما أورده الشارح.