ويرفع الفاعل فعل مضمر جوازا ، كقولك : زيد ، جوابا لمن قال : من قرأ؟ ومثله قوله :
١٤٧ ـ ليبك يزيد ، ضارع لخصومة |
|
ومختبط ممّا تطيح الطوائح (١) |
__________________
والبيت من قصيدة رثى بها مصعب بن الزبير بن العوام رضياللهعنهما حين قتل في دير الجاثليق سنة ٧١ ه ، ودخلت بمقتله العراق في ملك عبد الملك بن مروان.
المفردات : المارقين : عنى الخوارج أخذا من قول الرسول صلىاللهعليهوسلم : (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). أسلماه : خذلاه. مبعد وحميم : أراد البعيدين عنه والأصحاب.
الشاهد في : (أسلماه مبعد وحميم) فقد ألحق بالفعل (أسلماه) علامة التثنية مع إسناده إلى الفاعلين الظاهرين (مبعد وحميم) وذلك على لغة طيء وأزد شنوءة ، والقياس (أسلمه مبعد وحميم).
الديوان ١٩٦ وأمالي ابن الشجري ١ / ١٣٢ وشرح الكافية الشافية ٥٨١ وابن الناظم ٨٤ والمغني ٣٦٧ ، ٣٧١ وتخليص الشواهد ٤٧٣ والعيني ٢ / ٤٦١ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٩٠ والهمع ١ / ١٦٠ والدرر ١ / ١٤١.
(١) البيت من الطويل ، وقد اختلف في قائله كثيرا ، فقال الشنتمري : للبيد ، وقال سيبويه وابن يعيش والفارسي في الإيضاح : للحارث بن نهيك ، وقال العيني : لنهشل بن حرّي ، ولضرار بن نهشل في معاهد التنصيص والدرر ، وللحارث بن ضرار النهشلي في شرح السيرافي. وقال القيسي : لمزرد أخي الشماخ. وورد بغير نسبة في غيرها. والشاعر أيّا كان هو يرثي رجلا نهشليّا ، اسمه يزيد ، قد يكون أخاه أو غيره ، فإنه يقول في مطلع القصيدة :
لعمري لإن أمسى يزيد بن نهشل |
|
حشا جدث تسفي عليه الروائح |
المفردات :. ضارع : ذليل خاضع. مختبط : المختبط المحتاج. يطيح : يقال : أطاحته السنون إذا ذهبت به في طلب الرزق وأهلكته.
الشاهد في : (ضارع) حيث رفعه على الفاعلية لفعل محذوف دل عليه ما قبله ؛ فإنه لما قال : ليبك يزيد ، ببناء الفعل (يبك) للمجهول ، ورفع ـ