الموصول
قوله : (الموصولات) إنما بنيت لشبهها بالحرف لفظا ومعنى ، أما اللفظ فلأن ما هو على حرفين كـ (من) و (ما) والألف واللام ، وحمل سائرها عليه ، وأما المعنى لافتقارها إلى الصلة والعائد ، فأشبهت الحرف لافتقاره إلى غيره.
قوله : (ما لا يتم جزءا) (١) يعني جزءا تاما من مسند ومسند إليه ، إما جملة لكونه فاعلا ، أو مبتدأ ، أو خبر ، أو غير جملة لكونه مفعولا به ومضافا إليه ، فإنه لا يصلح الموصول لشيء من ذلك إلا بصلة عائد ، وخرج من ذلك الأسماء التي تصير جزءا تاما من الكلام من غير صلة كـ (زيد) و (عمرو).
قوله : ([إلا بصلة](٢) وعائد) يخرج نحو (حيث) و (إذا) و (إذ) فإنها وإن افتقرت إلى صلة فإنها لا تحتاج إلى عائد (٣) ، ولا يقال في الحد إحالة ، لأنه
__________________
(١) قال الرضي في شرحه ٢ / ٣٥ : أي يصير جزء الجملة ، ونعني بجزء الجملة المبتدأ والخبر والفاعل وجميع الموصولات ، لا يلزم أن تكون أجزاء الجمل بل قد تكون فضلة ، لكنه أراد أن الموصول هو الذي لو أردت أن تجعله جزء الجملة لم يمكن إلا بصلة وعائد.
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة.
(٣) قال الرضي في ٢ / ٣٥ : (أي ضمير يعود إليه قال : هو احتراز عما يجب إضافتها إلى الجملة كـ (حيث) و (إذ) فإنه لا يتم إلا بجملة وليس موصولا في الاصطلاح ، وهذا الموصول الحرفي ما أوّل مع ما يليه من الجمل بمصدر).