الصدر نحو : (أما زيد فإنه قائم) لم يجز التقدم لأن (إن) لها الصدر ، ولا يتقدم معمولها عليها فيكون ما بعد الفاء جملة مستقلة كالقول الثاني ، وإن كان لا يمنع ما بعد الفاء من العمل فيما قبلها فالكل جملة واحدة كالقول الأول نحو : (أمّا زيد فقائم).
(وأما يوم الجمعة فزيد منطلق) قال ابن الحاجب : (١) ولو نظر المفصّلون كلّ النظر لعلموا أنّ الباب كله من هذا القبيل ، لأن ما بعد فاء الجزاء لا يعمل فيما قبلها ولا بدّ منها ، ولا فرق بين (أمّا يوم الجمعة فزيد منطلق) وبين (أمّا يوم الجمعة فإنّ زيدا منطلق) فإن زعموا أنّه خولف هذا الأصل في الفاء لغرض ذكر ما هو المقصود منهما فلا بعد أن يخالف في غيرها [مما ذكروه](٢) لغرض ، ويعني بالغرض : الاهتمام بتقديم الاسم.
__________________
(١) ينظر شرح المفصل ١٣٢.
(٢) زيادة مذكورة في شرح المصنف ويقتضيها السياق.