قوله : (خلافا للمبرد) (١) فإنه أجاز دخولها على المضمر محتجا بقوله :
[٧١٦] ... |
|
فتى حتّاك يا ابن أبى يزيد (٢) |
ولا حجة فيه لشذوذه ، ولأنه لو جاز دخولها على المضمر لجاز قلب ألفها ياء كـ (إلى) و (على).
قوله : (و «في» للظرفية) (٣) حقيقة نحو : (زيد في الدار) ومجازا نحو :(نظرت في العلم).
قوله : (وبمعنى على) هذا مذهب الكوفيين (٤) نحو : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ)(٥) وحكى يونس : (٦) (نزلت في أبيك) أي على أبيك ، وتأول البصريون الآية بأن الجذوع لسعتها ظرف للمصلوب ، ورواية
__________________
(١) ينظر المقتضب ٢ / ٧ ، وشرح المفصل لابن يعيش ٨ / ١٦ ، وشرح المصنف ١١٩ ، وشرح الرضي ٢ / ٣٢٦ ، والجنى ٥٤٣ ، والمغني ١٦٦ ، والهمع ٤ / ١٦٤.
(٢) عجز بيت من الوافر ، وصدره :
فلا والله لا يلفى أناس
وهو بلا نسبة في المقرب ١ / ١٩٤ ، وشرح الرضي ٢ / ٣٢٦ ، وشرح ابن عقيل ٢ / ١١ ، والجنى الداني ٥٤٤ ، ورصف المباني ١٨٥ ، وهمع الهوامع ٤ / ١٦٦ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٧٤ ، ويروى : يا ابن أبي زياد بدل يزيد.
والشاهد فيه قوله : (حتاك) حيث جرّت (حتى) الضمير وهذا لا يكون إلا في ضرورة الشعر.
(٣) قال الرضي في شرحه ٢ / ٣٢٧ : (إما تحقيقا نحو : (زيد في الدار) أو تقديرا نحو : (نظرت في الكتاب) ، و (تفكر في الكتاب) ، و (أنا في حاجتك لكون الكتاب والعلم والحاجة شاغلة للنظر والتفكير والمتكلم ، مشتملة عليها اشتمال الظرف على المظروف).
ينظر المفصل ٢٨٤ ، وشرحه لابن يعيش ٨ / ٢٠ ، وشرح الرضي ٢ / ٣٢٧ ، ورصف المباني ٤٥١ ، والجنى الداني ٢٥٠ ، والمغني ٢٢٣ ، وهمع الهوامع ٤ / ١٩٢.
(٤) ينظر رأي الكوفيين في الجنى الداني ٢٥١.
(٥) طه ٢٠ / ٧١.
(٦) ينظر معاني القرآن للأخفش حيث نقل رأي يونس في ١ / ٢٠٥.