فعل ، والقيام لا يكون إلا لموصوف ، والقائم لذات ، فيدخل في الحد ما ليس منه ، وأجيب بأنه دالة على معاني في أنفسها وهو الأصل ، ودالة على معاني في غيرها فقط بخلاف الاسم والفعل ، فإنهما يدلان على معنى في أنفسهما ، فإن (من) لمن يعقل و (ما) لما لا يعقل و (متى) للزمان و (أين) للمكان ، والصفات والمعاني دالة على معنى في نفسها ، والحرف لا يدل إلا على معنى في غيره فقط بخلاف الاسم والفعل فإنهما يدلان على معنى في أنفسهما ، وقد ينضم إلى ذلك دلالتهما في غيرهما ولا يقدح ، لأنهما لم يخرجا عما وضعا له.
الثالث : أورده المصنف في المنتهى (١) ، الذي وسائر الموصولات الاسمية ، إنها تدل على معنى في غيرها ، لأنها لا تفيد إلا بصلة ، وكذلك (ذو) و (فوق) و (تحت) لأنها تفتقر إلى ما تضاف إليه ، والجواب أنها وضعت لمعاني في أنفسها ولكن عند انضمام غيرها ، فمعنى (ذي) صاحب ومعنى (الذي قام) (القائم) وهذا لا يرد على حقيقة الحرف لأنه ما دل على معنى في غيره ، وإنما يرد ، لو قال ما دل بغيره على معنى.
الرابع قولك (من) حرف جر ، فإنها تدل على معنى في نفسها فيخرج من الحد ما هو منه لأنك إن جعلتها حرفا لزم السؤال وإن جعلتها اسما لم يصدق المقال ، وأجيب بأنها في هذا المثال اسم لا حرف ، ويراد بها اللفظ
__________________
(١) ينظر مختصر المنتهى ١ / ١٨٦ وما بعدها.
والمنتهي من كتب ابن الحاجب في علم الأصول وعنوانه : منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل) وهو من الكتب المعتبرة في هذا العلم ، طبع في استانبول ١٣٢٦ ه وأعيد صبعه في بيروت ١٩٨٥ (عن الكافية المحققة) ٢٤.