الكوفيون فلا يقولون بحرفيتها والحرف لا يتقدم معموله عليه ، وأما الباقون فحجتهم أنها لم تنصرف في نفسها فلا تنصرف في معمولها كـ (نعم) و (بئس) وفعل التعجب ولا سمع عن العرب (قائما ليس زيد) (١) والسيرافي (٢) وابن برهان (٣) والأكثر أجازوا تقديمه عليها ، واحتجوا بقوله تعالى : (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ)(٤) فـ (يوم) معمول للخبر وهو مصروف ، وتقديم المعمول لا يؤذن بتقديم العامل ، وضعف بأن يوم يأتيهم مرفوع بالابتداء وخبره ليس مصروفا عنهم ، لكنه بني على الفتح لإضافته إلى الجملة ، أو منصوب بفعل تقديره لا يعرفون ، أو اذكر يوم يأتيهم ، وإن سلم بأن معمول الخبر فلا يلزم من تقدم الظرف تقدم غيره ، لأن الظروف تتسع فيها بأن تقولوا : المعمول يؤذن بتقديم العامل أولى بأن يقال تأخر العامل يؤذن بتأخر المعمول.
__________________
(١) ينظر شرح ابن عقيل ١ / ٢٧٨.
(٢) ينظر رأي السيرافي في شرح المفصل ٧ / ١١٤.
(٣) ينظر رأي ابن برهان في شرح ابن عقيل / ٢٧٨ ، والهمع ٢ / ٨٩.
(٤) سبق تخريجها ، ينظر الانصاف حول جواز تقديم خبر ليس عليها ، والخلاف فيه ، مسألة رقم ١٨.