الأفعال مما لا يستغني عن الخبر بمرفوعه ، والمصنف (١) حكى الأصول ، وهي ما كثر استعماله ، وذلك ثلاثة عشر فعلا ، والملحق بها وهو (آض وعاد وغدا وراح) و (ما جاء حاجتك) (٢) و (قعدت كأنها حربة) (٣) فهذه ألحقها بـ (كان) لنقصانها.
قوله : (وقد جاء (ما جاءت حاجتك) و (قعدت كأنها حربة) يعني أنّ (جاء) و (قعد) ناقصان ، بمعنى (صار) و (ما جاءت حاجتك) ويروى بنصب حاجتك ورفعها ، وأول من قالها الخوارج لابن عباس لما جاءهم من علي (٤) عليه السّلام : يطلبهم الرجوع إلى الحق ، فإن رفعت احتمل أن تكون (ما) نافية و (جاء) تامة أي لم تحصل حاجتك ومرادك منا ، وأن تكون (ما) استفهامية وهي خبر متقدم و (حاجتك) اسم جاء وهي ناقصة ، وإن نصبت احتمل أن تكون (ما) نافية وفي جاءت ضمير هو اسمها مثل : (أن يكون عندك صبرة فترسل بغرارة لتجعل تلك الصبرة فيها ، فيقال لك (ما جاءت الغرارة حاجتك) أي لم تسع ، واحتمل أن تكون استفهامية وحاجتك الخبر ، وفي جاءت ضمير راجع إلى (ما) وأنثه لأنه عائد على مؤنث في المعنى ، واختلف في قياس الأفعال المزيدة ، فالمصنف (٥) قال :
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ١١٢.
(٢) ينظر الكتاب ١ / ٥٠ ـ ٥١ ، ٢ / ١٧٩ ، وقال في الكتاب وزعم يونس أنه سمع رؤبة يقول : ما جاءت حاجتك فيرفع وينظر شرح المصنف ١١٢ ، وشرح الرضي ٢ / ٢٩٢ ، والهمع ٢ / ٧٠.
(٣) ينظر اللسان مادة (قعد) ٥ / ٣٦٩٠ ، وينظر شرح المفصل ٧ / ٩١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٧٠.
(٤) ينظر شرح المفصل ٧ / ٩١ ، وشرح الرضي ٢ / ٢٩٢ ، وينظر همع الهوامع ٢ / ٧٠.
(٥) ينظر شرح المصنف ١١٢.