الثاني : أنّا لا نسلّم أن (أنباته نبأ) و (خبرته خبرا) مفعول مطلق ، بل هو مفعول به بدليل جواز دخول الباء عليه نحو : (أخبرتك بخبر) و (أنبأتك بنبأ) ولا يجوز (ضربتك بضرب).
الثالث : أنهما لو كانا واقعين موقع المصدر لم يجز دخول (إنّ) و (أنّ) عليهما مثل : (أخبرت أنّ زيدا قائم).
قوله : (فهذا مفعولها الأول كمفعول (أعطيت)) ، يعني في جواز حذفه (أعلمت عمرا قائما) فإنما يحذف الأول لأنه مغاير للآخرين ، كمفعول (أعطيت) ، ومنهم من منع حذفه ، وروي عن سيبويه (١) ، لأنه فاعل في المعنى ، لأن (أعلم) بمعنى (علم) والفاعل لا يجوز حذفه ، ولأنه يلتبس في بعض الصور نحو : (أعلمت زيدا عمرا قائما غافلا) أن يكون عمرا معلما عند حذف زيد.
قوله : (والثاني والثالث كمفعولي علمت) ، يعني أنه يجوز حذفهما معا ، ولا يجوز حذف أحدهما ، لأنهما كالمبتدأ والخبر ، وفي ذلك خلاف ، فالجمهور أجازوا حذف الثلاثة معا ، كالمبتدأ والخبر ، وحذف الأول وحده دون الآخر ، وحذف الآخرين دون الأول ولم يجيزوا حذف أحدهما ، وروي عن سيبويه : (٢) أنه يجوز حذف شئ منها ، وبعضهم أجاز حذف الأول ومنعوا من حذف الآخرين أو حذف أحدهما ، واختلفوا هل يجوز إلغاء
__________________
(١) ينظر الكتاب ١ / ٤١.
(٢) ينظر الكتاب ١ / ٤١ ـ ٤٣ ، وشرح الرضي ٢ / ٢٧٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٥٠.