[٦٤٩] ... ـ |
|
يجرح في عراقيبها نصلى (١) |
أي ينزل وذلك بشرط تقارب معنى المتضمّن ، والمتضّمن والمتعدي بحرف يجوز حذف الحرف منه قياسا ، إن كان المفعول (إنّ) أو (أنّ) المصدريتين ، ويحكم على موقعه بالنصب عند سيبويه (٢) وبالجر عند الخليل (٣) والكسائي (٤) ، وإن كان في غيرها جاز في أفعال محصورة مسموعة وهي : (اختار) و (استغفر) و (أمر) و (سمّى) و (دعا) و (كنّى) و (زوّج) و (صدّق) و (عيّر) تقول : (اخترتك من الرجال) ، (اخترتك الرجال) ، و (استغفرت الله من الذنوب) و (استغفرت الله ذنبا) ، و (سَمَّيْتُها مَرْيَمَ)(٥) و (دعوت بك) ، و (دعوتك) ، و (كنيتك بأبي الحسن وأبا الحسن) (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ)(٦) و (زَوَّجْناكَها)(٧) و (صدقك وصدقّت بك) و (عيّرتك بسوء فعلك) و (سوء فعلك) وفيه مذهبان أن تنصب عند الحذف وعليه :
__________________
(١) هذا عجزة بيت من الطويل ، وهو لذي الرّمة في ديوانه ١٥٦ ، وينظر أساس البلاغة للزمخشري ٢٩٦ مادة (عذر) وشرح المفصل ٢ / ٣٩ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ٢٥١ ، ومغني اللبيب ٦٧٦ ، وخزانة الأدب ٢ / ١٢٨ ، ١٠ / ٢٣٣. وتمام البيت :
وإن تعتذر بالمحل من ذي ضروعها |
|
إلى الضيف يجرح في عراقيبها نصلي |
والشاهد فيه قوله : يجرح والشاهد فيه حذف مفعول يجرح لتضمنه معنى يؤثر في الجرح.
(٢) ينظر الكتاب ٣ / ١٢٠.
(٣) ينظر الكتاب ٣ / ١٢٦ ـ ١٢٧.
(٤) ينظر شرح الرضي ٢ / ٢٧٣ ، وقال : والأول أولى ـ أي رأي سيبويه ـ يضعف حرف الجر عن أن يعمل مضمرا.
(٥) آل عمران ٣ / ٣٦ وتمامها : (وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ.)
(٦) الدخان ٤٤ / ٥٤ وتمامها : (كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ.)
(٧) الأحزاب : ٣٣ / ٣٧ وتمامها : (فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ ...).