أخوك ، والجزاء محذوفة ، قال المبرد : (١) هو على إضمار الفاء أي فأنت تصرع ، وإن كانا ماضيين في اللفظ فالجزم مقدر نحو : (أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ)(٢) ويظهر أثره في العطف نحو : (إن قمت قمت) وأحوج بالجزم ، وهذا القسم أضعف من الأول لعدم ظهور أثر حرف الشرط.
قوله : (أو الأول فالجزم) ، يعني إن كان الشرط مضارعا والجزاء ماضيا في اللفظ فالجزم في الشرط ظاهر وفي الجزاء مقدر ، نحو : (إن تقم قمت) لكنه قليل ، وبعضهم منع منه ، قال : لأنه يكره أن يهيأ الحرف للعمل بظهور تأثيره في الشرط ثم يتصل عمله بعدم ظهوره في الجزاء ، ولأن الجزاء في المعنى بعد الشرط ، لأنه سبب والجزاء مسبّب والسبب قبل المسببّ ، إما في الزمان أو في الرتبة ، فكرهوا أن يكون الأسبق بصيغة المستقبل والمتأخر بصيغة الماضي ، وقد ورد في الشعر نحو قوله :
[٦٣٨] من يكدنى بسىء كنت منه (٣) |
|
... ـ |
وقوله :
__________________
(١) ينظر المقتضب ٢ / ٧٢ ، والهمع ٤ / ٣٣١.
(٢) آل عمران ٣ / ١٤٤ ، وتمامها : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً ...).
(٣) صدر بيت من الخفيف ، وعجزه :
كالشجابين حلقه والوريد
وهو لأبي زيد الطائي في ديوانه ٥٢ ، ينظر المقتضب ٢ / ٥٩ ، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الثاني ٢ / ١٠٥٢ ، وشرح الرضي ٢ / ٢٦٠ ، وشرح ابن عقيل ٢ / ٣٧١ ، ورصف المباني ١٠٥ ، والبحر المحيط ٤ / ٣٧٠ ، وخزانة الأدب ٩ / ٧٦.
والشاهد فيه قوله : (من يكدني كنت) حيث جزم بمن الشرطية فعلا مضارعا وجاء جواب الشرط فعلا ماضيا وهذا قليل وللضرورة ، كما قال الرضي نقلا عن بعضهم. (الرضي ٢ / ٢٦٠).