قوله : (وقدّمته) يعني وقدمت الأعرف جاز لك في الثاني الانفصال (١) نحو : (ضربيك وضربي إياك) و (أعطيتكه) و (أعطيتك إياه) قال :
[٣٧٥] فلا تطمع أبيت اللعن فيها |
|
ومنعكها بشىء يستطاع (٢) |
وإن استويا في التعريف أو تأخر الأعرف وجب الانفصال نحو : (أعطيته إياه) ، و (أعطيته إياك) وقد جاء الاتصال في المستويين شاذا ، قال :
[٣٧٦] وقد جعلت نفسى تطيب لضغمة |
|
لضغمهماها يقرع العظم نابها (٣) |
ولم يقل (لضغمهما إياها).
قوله : (مثل أعطيتكه وضربيك) ، إنما مثل بمثالين ليريك أنهما يكونان في المفعول المنصوب والمجرور والتكلم والخطاب والغيبة.
قوله : (وإلا فهو منفصل) ، وذلك حيث يستويان أن يتقدم غير الأعرف على الأعرف ، وإنما شرطوا في الاتصال تقديم الأعرف ، لأنهم لو أخروه
__________________
(١) ينظر شرح المصنف ٦٨ ، وشرح الرضي ٢ / ١٩.
(٢) البيت من الوافر ، وهو لعبيدة بن ربيعة في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٢١١ ، وينظر الجنى الداني ٥٥ ، ومغني اللبيب ١٤٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٣٨ ، وخزانة الأدب ٥ / ٢٦٧ ، ٢٩٩ ، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١ / ٢٠٨ ، وشرح الرضي ٢ / ١٩.
والشاهد فيه قوله : (ومنعكها) حيث وضع الضمير المتصل بدل المنفصل جوازا والتقدير ومنعك إياها.
(٣) البيت من الطويل ، وهو لمغلس بن لقيط ، ينظر الكتاب ٢ / ٣٦٥ ، وشرح المفصل ٣ / ١٠٥ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ٣٨١ ، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الأول ١ / ٢٠٥ ، وشرح الرضي ، واللسان مادة (ضغم) ٤ / ٢٥٩٤ ، والخزانة ٥ / ٣٠١ ، ٣٠٣.
والشاهد فيه قوله : (لضغمهماها) حيث وضع الضمير المتصل بدل المنفصل والتقدير لضغمها إياها ، وهذا نادر شاذ كما ذكر الشارح. والضغم : العضة وأراد بها الشدة.