لفظه كـ (ركب) و (صحب) ، واسم الجنس نحو (تمرة) و (تمر) من المجموع ، والأخفش (١) وافق في اسم الجمع فقط ، وحجتهم أن لهما مفردا من لفظهما ، وأنهما قد وصفا بالجمع قال تعالى : (يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ)(٢) وإن صيغة المفرد غير موجودة فيه ، وذهب الجمهور إلى أنهما ليسا من الجموع ، وإنّ (راكبا) ليس بمفرد (ركب) و (تمرة) ليست مفردة (تمر) ، وإن اتفقت ألفاظهما (٣) لوجوه :
الأول : أنهما يقعان على القليل والكثير.
الثاني : أنهم يردون الضمير إليهما مفردا نحو : (التمر صحبته) و (التمر أكلته).
الثالث : أنهما لو كانا جمعين كانا لكثرة ، ولا يجوز أن يكونا لهما لأنهم يصغرونهما بلفظهما ، وجمع الكثرة لا يصغر بلفظه ، وينسبون إليهما بلفظهما ، فيقولون (ركبي وتمري) ولو كانا جمعين لكثرة لنسبوا إلى مفردهما ، وأيضا اسم الجنس ، آحاده غير مقصودة بحروف مفردة.
قوله : (نحو فلك جمع) وقد حصل فيه دلالة على آحاد مقصودة بحروف مفردة ، وإن كان تغييرا مقدرا ، وزعم بعضهم أن (فلكا) و (هجانا) أسماء جمع ، وقال : لا بد في الجمع من الدلالة على آحاد مقصودة مفردة ، ومن التغيير اللفظي وحاصل الكلام في الاسم الواقع على آحاد أن تقول : إن
__________________
(١) ينظر معاني القرآن للأخفش ٢ / ٥٩٦ ـ ٥٩٧.
(٢) الرعد ١٣ / ١٢ ، وتمامها : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ.)
(٣) ينظر شرح الرضي ٢ / ١٧٩.