وإن كان مركبا جاءت وجوه أربعة : بقاء الياء مفتوحة لخفة الفتحة ، وإسكانها للخفة تشبيها بـ (معدي كرب) وحذفها وبقاء الكسرة دليلا عليها ، وحذفها وفتح النون قبلها ، وهي على لغة (ثمان) في المفرد وقال :
[٥٠٧] ولقد شربت ثمانيا وثمانيا |
|
وثمان عشرة واثنتان وأربعا (١) |
قوله : (ومميز الثلاثة إلى العشرة مخفوض (٢) مجموع لفظا ومعنى) لما فرغ من تبين الأعداد ذكر تمييزاتها ، يعني مميز الثلاثة مخفوض على الإضافة بـ (من) وإنما استعمل مضافا لأن المقصود ما بعده بدليل وصفه نحو قوله تعالى : (سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ)(٣) ولو كان العدد هو المقصود لكانت الصفة له وقيل (سمانا) (٤) وكان القياس جره في المركبات كالآحاد ، لكنهم كرهوا جعل ثلاثة أشياء كشيء واحد ، وقال الزمخشري : (٥) يجوز سمانا صفة
__________________
والشاهد فيه قوله : (فثغرها ثمان) حيث حذفت الياء من (ثماني) وجعل الإعراب على النون وذلك على لغة ...
(١) سبق تخريجه في الصفحة السابقة.
(٢) قال الرضي في ٢ / ١٥٣ : (وربما جاء في الشعر نحو : ثلاثة أثوابا ، وإنما شذ النصب لأن المعدود في الأصل كان موصوفا) وعدّه سيبويه ضرورة الكتاب ٢ / ١٦١ ـ ١٦٢.
(٣) يوسف ١٢ / ٤٣ ، وتمامها : (وَقالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يابِساتٍ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ.)
(٤) قال أبو حيان في تفسير البحر ٥ / ٣١٠ : (وسمان) صفة لقوله (بقرات) ميز العدد بنوع من البقرات وهي السمان منه ، لا بجنسهن ، ولو نصب صفة لسبع لكان التمييز بالجنس لا بالنوع ، ويلزم من وصف البقرات بالسمن وصف السبع به ، ولا يلزم من وصف السبع به وصف الجنس ، لأنه يصير معنى سبعا من البقرات سمانا ... ثم قال : ولم يضف سبع إلى عجاف لأن اسم الغدد لا يضاف إلى الصفة).
(٥) ينظر الكشاف ٢ / ٤٤٦.