قوله : (والنداء) يعني من المعارف نحو (يا زيد) وتعريفه بالقصد (١) والإقبال مع حرف النداء ، وإذا دخل حرف النداء على المعرفة زال تعريفها الأول ، لئلا يجمع بين تعريفين ، وبعضهم جعل تعريف المعرفة لما كانت متعرفة من قبل والنكرة بـ (أل) ثم حذفتا ، وناب حرف النداء منابهما ، وفصّل بعضهم ، فقال : تعريف النكرة بالنداء والمعرفة بما كان عليها من قبل.
قوله : (والمضاف إلى أحدها معنى) (٢) ، يعني من المعارف النكرة المضافة إلى أحد هذه المعارف المذكورة إضافة معنوية ، نحو : (غلامك) و (غلام زيد) ، و (غلام هذا) ، و (غلام الرجل) يحترز من اللفظية نحو (ضارب زيد) و (مضروب زيد) و (حسن الوجه) ، فإنها لا تكون معرفة لأنها لا تفيد تعريفا ، وإنما تفيد تحقيقا في اللفظ ، وما لا يتعرف بحال نحو (غير) و (مثل) و (شبه).
قوله : (والعلم ما وضع لشيء بعينه [غير متناول غيره يوضع واحد](٣) إلى آخره) قوله : (ما وضع لشيء) جنس ، وخرجت المهملات
__________________
(١) وممن عد النداء من المعارف المصنف وابن الناظم في شرحه ٥٥ ، وابن هشام في أوضحه ١ / ١٨ ، والسيوطي في الهمع ١ / ١٩٠. قال الرضي في شرحه ٢ / ١٣١ : (ومن لم يعده من النحويين من المعارف لكونه فرع المضمرات لأن تعرفه لوقوعه كاف الخطاب).
(٢) قال الشريف الجرجاني على هامش شرح الرضي ٢ / ١٣١ ويعرف ما أضيف إلى واحد من هذه المذكورات قال : (سوى المعرّف بالنداء فإنه لا يقع مضافا إليه ، والمراد بالمضاف إلى أحدها أعم مما بالذات أو بالواسطة فيدخل المضاف إلى المضاف إلى معرفة.
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة نت الكافية المحققة.