ويونس (١) يعربه بغير تنوين وعليه :
[٤٧٣] ومن قبل نادى كلّ مولى قرابة |
|
فما عطفت مولى عليه العواطف (٢) |
وبعضهم يعربونه منونا ويحمل عليه قوله :
[٤٧٤] فساغ لي الشراب وكنت قبلا (٣) |
|
... ـ |
قوله : (وأجرى مجراه «لا غير» و «ليس غير» و «حسب») (٤) يعني أجريت هذه الألفاظ إذا قطعت عن الإضافة فجرى الظرف المقطوع ، وهو (قبل) و (بعد) والجهات الست في بنائها ، وإن لم تكن ظروفا لمشابهته (لا غير) و (ليس غير) للظروف من حيث الإبهام ، فأجريت مجراها لذلك ، لا لكونها مقطوعة إذا للزم في كل مقطوع عن الإضافة البناء نحو (كل) و (بعض) و (ثلث) و (ربع) ونحو ذلك ، وحملت (حسب) على غيرها لأنها شابهتها من حيث إنها لا تعرّف بالإضافة ، وليست (حسب) هذه التي في اسم الفعل إذا لم تضف ، بل أصلها مصدر بمعنى (كفيك) ملازم للإضافة كـ (مثل) و (غير) وقد تأتي مبتدأ نحو : حسبك زيد ، (فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ)(٥) وصفة نحو : (مررت برجل [و ٩١] حسبك)
__________________
(١) ينظر رأي يونس في الكتاب ٣ / ٢٦٧.
(٢) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٥٤ ، وشرح قطر الندى ٢٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٣٤ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٢٢ ، وهمع الهوامع ٣ / ١٩٥ ، والدرر ٣ / ١١٢.
والشاهد فيه قوله : (ومن قبل) يريد قبل ذلك فحذف المضاف إليه ولم ينون (قبل).
(٣) سبق تخريجه برقم ٤٧١.
(٤) ينظر شرح الرضي ٢ / ١٠٣.
(٥) الأنفال ٨ / ٦٢ ، وتمامها : (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ.)