البخاري : «إن الميت ليعذب ببكاء
الحيّ عليه» .
قلت : إن البخاري روىٰ أن هذا
الحديث غير صحيح عن عائشة اُم المؤمنين. وأنت تعلم وثاقتها وفقاهتها. قالت : (والله
ما حدّث رسول الله صلى الله عليه واله : «إنّ الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه»
، حسبكم القرآن : (وَلَا تَزِوُ وَازِرَةٌ وزْرَ
اُخْرَىٰ)
) .
كيف والنبيّ صلى الله عليه واله
بكىٰ على أبي طالب وحمزة ، وعلىٰ ولديه الحسين وإبراهيم ، وعمر
بكىٰ على أخيه زيد ، وأمر نساء بني المغيرة بالبكاء علىٰ خالد بن
الوليد ، وأبوبكر بكىٰ على النبي صلى الله عليه واله ، وعثمان بكىٰ
على ابنته ، وعائشة على أبيها؟
وقد قال النبي صلى الله عليه واله : «إنّ العين تدمع
والقلب يخشع ولا نقول ما يسخط الرب»
.
وقال صلى الله عليه واله : «من لا يرحم لا يُرحم»
.
فسيرة النبي صلى الله عليه واله وصحبه
وكافّة المسلمين على البكاء لموتاهم ، بل عدمه من القساوة.
ولعلك تقول : إن المصيبة مقدّرة من الله
وممضيّة ، فالصرخة والبكاء والانتحاب يدلّ على السخط ، وعدم الرضا بفعل ربّ
__________________