يقول : إننا لا نرغب عن أبينا فننتسب إلى غيره ، وهو لا يرغب عنا فيتبنّى غيرنا ويبيعنا به ، لأنه رضي كلّ منا بصاحبه ، علما بأن الاختبار لا يعدوه ، لو خيّر فاختار.
وقوله (بني نهشل) انتصب على إضمار فعل ، كأنه قال : اذكر بني نهشل وهذا على المدح والاختصاص. وخبر إنّ ، لا ندعي. ولو رفع فقال : (بنو نهشل) على أن يكون خبرا لإن لكان «لا ندعي» في موضع الحال. والفرق بين أن يكون اختصاصا وبين أن يكون خبرا ، هو أنه لو جعله خبرا لكان قصده إلى تعريف نفسه عند المخاطب وكان لا يخلو فعله لذلك من خمول فيهم ، أو جهل من المخاطب بشأنهم ، فإذا جعل اختصاصا ، فقد أمن هو الأمرين جميعا ، فقال مفتخرا ، إنا نذكر من لا يخفى شأنه ، لا نفعل كذا وكذا. [المرزوقي ص ١٠٢ ، والخزانة ج ١ / ٤٦٨ ، وشذور الذهب والمؤتلف والمختلف للآمدي ص ٦٦].
(٢٢٧) لئن كان حبّيك لي كاذبا |
لقد كان حبّيك حقّا يقينا |
البيت غير منسوب. وقال العيني : هو من أبيات الحماسة ، ولا أدري أيّ حماسة يقصد. وقد فتشت عنه في حماسة أبي تمام وفي شرحها للمرزوقي فلم أجده.
وقوله : لئن اللام موطئة للقسم ، وتسمى المؤذنة أيضا ، لأنها تؤذن بأن الجواب بعد أداة الشرط التي دخلت عليها ، مبني على قسم قبلها. وقد جاءت «حبيك» في الشطرين. قال العيني : وقد ضبط أكثرهم «لئن كان حبّك» بدون ضمير المتكلم ، والتقدير : إن كان حبّك إياي ، كاذبا ، لقد كان حبي إياك حقا يقينا. قال : والصحيح أن حبيك في الشطر الأول بياء المتكلم ، وأن حبيك مصدر مضاف إلى مفعوله وهو ياء المتكلم والكاف فاعله ، وفيه الشاهد ، حيث أتى بالاتصال عند اجتماع الضميرين ، مع أن الفصل أرجح ، والقياس : حبّك إياي ، لكنه أتى بالاتصال للضرورة. ومنهم من جعل الشاهد في الشطر الثاني فقط ، وهو الأقوى. [الأشموني ج ١ / ١١٧ ، وفيها حاشية الصبان والعيني].
(٢٢٨) ما ذا عليك إذا خبّرتني دنفا |
رهن المنيّة يوما أن تعودينا |
البيت في الحماسة بشرح المرزوقي ص ١٤٢٣.. ويروى في كتب النحو بالنون المجرورة «تعوديني» فأثبته وشرحته هناك.
(٢٢٩) إنّي أبيّ أبيّ ذو محافظة |
وابن أبيّ أبيّ من أبيّين |