على أهل الرّقم». وذلك مبني على أنّ الرواية برفع «لعنة الله» ولو رويته بنصب اللعنة كان الكلام على تقدير عامل يعمل النصب وعلى تقدير المنادى بيا أيضا. وتقدير الكلام : «يا هؤلاء استدعي لعنة الله. والجار والمجرور متعلقان باللعنة ـ والتخريج الثاني أن تجعل (يا) للتنبيه ، والتخريج الثالث على رواية النصب : أن تكون اللعنة هي المنادى ، وكأنه قال : يا لعنة الله صبي على...» كما نودي الأسف في قوله تعالى : (يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) [يوسف : ٨٤]. [الإنصاف / ١ / ١١٨ ، واللسان «خزم»].
(٢٧٤) بحسبك أن قد سدت أخزم كلّها |
لكل أناس سادة ودعائم |
من أبيات رواها أبو تمام في الحماسة ولم يعزها. وحسبك : أي : كافيك. وسدتّ : من السيادة. قال المرزوقي : والمعنى : كافيك أن ترأست على أخزم. ثم أزرى برياسته وبهم فقال : ولكل طائفة من الناس رؤساء ، وعمد وهذا يجري مجرى الإلتفات ، كأنه بعد ما قال ذلك التفت إلى من حوله يؤنسهم ويقول : ليس ذا بمنكر ، فلكل قوم من يسوسهم ويدعمهم.
والشاهد «بحسبك» حيث زيدت الباء في المبتدأ الذي هو «حسب» الذي بمعنى «كافيك» وخبره المصدر المؤول. من أن المخففة وما وليها وكأنه قال : كافيك سيادتك أخزم كلها. والباء لا تزاد في المبتدأ إلا أن يكون المبتدأ لفظ «حسب». [الإنصاف / ١٦٩].
(٢٧٥) لقد ولد الأخيطل أمّ سوء |
على باب استها صلب وشام |
... هذا من مقذعات جرير. وتجرئه على هجاء الأخطل ، بما لا يستطيع ردّه هو عيب في هجاء جرير لأن جريرا يعيّر الأخطل بدينه ، ورموز دينه ، والأخطل نصراني. وجرير مسلم ، والدولة للإسلام ، ولذلك لا يستطيع الأخطل أنّ يردّ الشتيمة بمثلها ، وهذا من المواقف غير المتكافئة وقوله : صلب : جمع صليب ـ وشام جمع شامة وهي العلامة.
وقوله «استها» من الأسماء التي تكون همزتها همزة وصل.
والشاهد : «ولد الأخيطل أمّ سوء» ولد : ماض ـ والفاعل : أمّ : وهي مؤنثة ، وترك تأنيث الفعل لوجود الفاصل بين الفعل والفاعل ، بالمفعول به «الأخيطل» [الإنصاف / ١٧٥].