وفي «شرح أبيات سيبويه» للنحاس. رواية البيت «فحسبك ما تريد من الكلام» وقال : فرفع الاسم والخبر بـ (كان) ونقول : كان زيد قائم ، وكان عمرو منطلق. وبنو عيسى وبنو أسد ، وبنو قيس يقولون : كان فلان قائم. وإنما يفعلون ذلك على القصة والحديث والشأن ، كأنك إذا قلت «كان زيد قائم» فمعناه : كان زيد من قصته وحديثه ، وشأنه قائم. وقال الآخر :
إذا متّ كان الناس نصفان : شامت |
وآخر مثن بالذي كنت أصنع |
والبيت الأخير مضى في قافية العين من هذا الكتاب. [سيبويه / ١ / ٣٩٦ ، واللسان «رود».
(٢٤٩) إذا بعض السنين تعرّقتنا |
كفى الأيتام فقد أبي اليتيم |
قاله جرير في مدح هشام بن عبد الملك.. والسنة : الجدب. تعرقتنا : ذهبت بأموالنا كما يتعرق الآكل العظم فيذهب ما عليه من اللحم. أي : كفى اليتيم فقد أبيه.
والشاهد : تعرقتنا. أنث الفعل العائد فاعله على (بعض) لأنها مضافة إلى السنين المؤنثة. حيث أضيف بعض إلى مؤنث هو منه ، لأن بعض السنين ، سنين. [سيبويه / ١ / ٢٥ ، وشرح المفصل / ٥ / ٩٦ ، واللسان «عرق» والخزانة / ٤ / ٢٢٠].
(٢٥٠) أبي الإسلام لا أب لي سواه |
إذا افتخروا بقيس أو تميم |
القائل : نهار بن توسعة اليشكري. يقول : إنما فخره بدينه لا بنسبه.
والشاهد : جعله الجار والمجرور خبر «لا» في قوله (لا أب لي) ولو كان قاصدا للإضافة وتوكيدها باللام الزائدة لقال : لا أبالي ، فاحتاج إلى إضمار الخبر ، كما يحتاج إليه في الإضافة إذا قال : (لا أباك) كما في قوله «وأيّ كريم لا أباك يخلّد. [سيبويه / ١ / ٣٤٨ ، وشرح المفصل / ٢ / ١٠٤ ، والهمع / ١ / ١٤٥].
(٢٥١) لو لا ابن حارثة الأمير لقد |
أغضيت من شتمي على رغم |
|
إلّا كمعرض المحسّر بكره |
عمدا يسبّبني على الظلم |
للنابغة الجعدي ، يقول لرجل شتمه وله من الأمير مكانة ، فلم يقدم على سبه والانتصار لمكانته ، ثم استثنى رجلا آخر يقال له «معرض» فجعله ممن يباح له شتمه