شادها العرب. ثم ينتقل إلى جنوب شبه الجزيرة العربية فيذكر مدينة صنعاء «حرسها الله تعالى» ، ثم عدن وعمان وسبأ ومأرب وحضرموت وسقطرة والبحرين وهجر ثم الطائف واليمامة. ثم يتابع المؤلف توجهه نحو بلاد الشام ، ومنها إلى بلدان المشرق الإسلامي ، إلى أذربيجان وهمذان ونهاوند ، ثم أصبهان والري ، حتى يبلغ كرمان وخوارزم وبلخ وبخارى وسمرقند.
وما نلاحظه حول ما كتبه في هذا القسم من جغرافيته :
أ ـ إعجاب المؤلف بكل من بغداد وصنعاء. وهو في الأولى متأثر بما قرأه أو اقتبسه من مؤلفات الجغرافيين ، حيث تبدو ملامح اليعقوبي وابن رستة وابن خرداذبة وابن الفقيه والإصطخري ، حتى أن مقاطع بكاملها تتفق مع ما ورد في تلك المصادر. وفي الثانية ، يبدو ظاهر الولاء لموطنه ، وإذا كان هناك افتراض أولي يقول بأصل المؤلف الأندلسي ، فإن هذا لا يمنع تعاطفه مع اليمن ، وهو كذلك يقدم معلومات مفصلة عن جنوبي شبه الجزيرة.
ب ـ في حديث المؤلف عن بلاد الشام ، نراه يتحدث عن أنطاكية أثناء حديثه عن حلب. ومع ذلك فهو يعتبرها عاصمة للثغور الإسلامية ، وهو ما كانت عليه أنطاكية قبل العام ٣٥٨ ه عام سقوطها بأيدي قادة الإمبراطور