أفزعهم ذلك ، وكان السودان يأخذون الأسرى من القوطيين والنصارى ويذبحونهم ، ويظهرون أنهم يأكلونهم. فكان ذلك زيادة في خوفهم وجزعهم. فكان طارق لا يمر بمدينة إلّا فرّ أهلها خوفا منه ، حتى انتهى إلى طليطلة ، وكان قد قتل الملك ، واستخلف بعده لذريق مكانه ، فقتله طارق أيضا. فانهزمت النصرانية من البلدان والسهول ، حتى اعتصموا بالوعور والجبال. وبلغت الطاعة للمسلمين إلى جليقية ، وافرنجة فصالح أهلها ، فكانوا يؤدون الجراية حتى قلّت أموالهم ، فافتقروا وامتنعوا من ذلك ، فأخرج إليهم الجيوش ، وأدخلهم في أقاصي البلدان فهم بها.