فأحبيّة شخص إلى رسول الله لا يمكن أن
تكون لميل نفساني ولشهوة خاصّة ، ولغرض شخصي عند رسول الله ، فيجعل أحداً أحبّ
الخلق إليه ولا يجعل الآخر والآخرين ، بل هناك ضوابط ، وهي التي تقرّب إليه أبعد
الناس وتبعّد عنه أقرب الناس ، تلك الضوابط لابدّ وأن تكون هكذا ، وإلاّ فليس بنبي
مرسل من قبل الله سبحانه وتعالى ، يفعل ويترك وما يفعل وما يترك إلا عن وحي من الله
سبحانه وتعالى (
وَمَا
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى
) .
فإذا كانت الأحبيّة بملاك ، بسبب ، وبحساب
، تلك الأحبيّة تنتهي إلى الاقربيّة المعنويّة ، تنتهي إلى الافضليّة ، تنتهي إلى
وجود ما يقتضي أن يكون ذلك الشخص الأحب إلى رسول الله ، أن يكون مقدّماً على غيره
في جميع شؤون الحياة.
وإليكم عبارة الحافظ النووي في شرح صحيح
مسلم ، وهذا حافظ كبير من حفّاظهم ، وكتابه في شرح صحيح مسلم ومن أشهر كتبهم
وأكثرها اعتباراً وشهرة ، يقول في معنى محبّة الله تعالى لعبده ـ والمراد من هذه
الكلمة في النصوص الإسلاميّة كتاباً وسنّةً ـ
__________________