[الإدغام في ثاني اللامين]
قال ابن مالك : (ويعلّ ثاني اللّامين في «افعلّ» و «افعالّ» من ذوات الياء ، والواو ، فلا يلتقي مثلان فيحتاج إلى الإدغام خلافا للكوفيّين في المثالين ، وفي مثل سبعان من القوّة ثلاثة أوجه ، أقيسها إبدال الضّمّة كسرة ، وتاليتها ياء ، والإدغام أسهل من الفكّ ، ولا يجوز إدغام في مثل جحمرش من الرّمي ، لعدم وزن الفعل خلافا لأبي الحسن).
______________________________________________________
سبق ، أما سكون الثاني جزما فيجوز فيه : الفك ، والإدغام ، نحو : لم يردّ ولم يردد ، وردّ واردد ، ولغة الحجاز (١) : الإظهار والفك ، ولغة تميم ، الإدغام وقرئ بهما في : ويحيى من حى عن بينة (٢) ، وتقول : اقتتلوا اقتتالا بالفك ، وقتّالا بالإدغام ، ومثلها : احوواء ، وحوّاء عند الأخفش ، وعند غيره حيّاء.
وقد يرد ـ شذوذا ـ الإدغام في ياءين ، غير لازم تحريك ثانيهما ، نحو : يعيي فتدغم ، وليس تحريك الثانية بلازم ؛ لأنها تسكن في الرفع ، وتحرك في النصب.
كقوله :
٤٣٧٨ ـ وكأنها بين النّساء سبيكة |
|
تمشي بسدّة بيتها فتعييّ (٣) |
وهذا البيت لا يقاس عليه ، قال النحاس (٤) : أجاز الفراء الإدغام في المستقبل ، واحتج بأن الياء قد تتحرك نحو : (أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى)(٥) ولا وجه لقوله عند البصريين ؛ لأن التحريك عارض ، وقيل : إنه طعن على قائله ، وحكم عليه بالشذوذ.
الشّرح : يشير ابن مالك بذلك إلى حكم الإدغام في ثاني (٦) اللامين المعلين في : ـ
__________________
(١) انظر : الشافية (٣ / ٢٦٠) ، والكتاب (٤ / ٤٣٩).
(٢) سورة الأنفال : ٤٢.
(٣) البيت من الكامل ، ولا يعرف قائله ، وانظر الدرر (١ / ٣١) ، والهمع (١ / ٥٣) ، والعيني (٤ / ٣٤٩) ، وسدة البيت : بابه ، والشاهد : قوله : فتعييّ ، حيث جاء مدغما ، وهو شاذ لا يقاس عليه ؛ لأنه أدغم اعتدادا بالحركة العارضة.
(٤) انظر : المساعد (٤ / ٢٦١).
(٥) سورة الأحقاف : ٣٣.
(٦) انظر : شفاء العليل (٣ / ١١٢).