الباب السابع والسبعون
باب مخارج الحروف
[بيان المخارج ، والحروف الخاصة بكل مخرج]
قال ابن مالك : (أقصى الحلق للهمزة والهاء والألف ، ووسطه للعين والحاء ، وأدناه للغين والخاء ، وما يليه للقاف ، وما يليه للكاف ، وما يليه للجيم والشّين والياء ، وأوّل حافّة اللّسان وما يليه من الأضراس للضّاد ، وما دون حافّته إلى منتهى طرفه ومحاذي ذلك من الحنك الأعلى للّام ، وما بين طرفه وفويق الثّنايا للنّون والرّاء وهي أدخل في ظهر اللّسان قليلا ، وما بين طرفه وأصول الثّنايا للطّاء والدّال والتّاء ، وما بينه وبين الثّنايا للزّاي والسّين والصّاد ، وهي أحرف الصّفير ، وما بينه وبين أطراف الثّنايا للظّاء والذّال والثّاء ، وباطن الشّفة السّفلى وأطراف الثّنايا العليا للفاء ، وما بين الشّفتين للباء والواو والميم).
______________________________________________________
الشّرح : والمراد حروف الهجاء ، وحروف التهجي ، ويسميها الخليل وسيبويه حروف العربية ، أي : اللغة العربية ، ويقال لها أيضا : حروف المعجم ؛ لأنها مقطعة لا تفهم إلّا بإضافة بعضها إلى بعض ، وحروف أبي جاد. ومخرج الحرف : الموضع الذي ينشأ الحرف منه ، وطريق معرفته أن تسكن الحرف وتدخل عليه همزة الوصل (١) وتنطق به ، فما استقر فيه فهو مخرجه ، وهذه الحروف تسعة وعشرون حرفا ، وعدد مخارج الحروف عند الخليل (٢) وسيبويه ستة عشر مخرجا ، والأكثرون على ذلك ، وقال الجرمي (٣) والفراء وغيرهما : هي أربعة عشر مخرجا ، فجعلوا مخرج اللام والنون والراء واحدا.
أقصى الحلق للهمزة والهاء والألف وهي على رتبة واحدة عند الأكثرين. وقال الأخفش : الهمزة أول والهاء والألف في مرتبة واحدة ، وقيل : هي على الترتيب المذكور. ـ
__________________
(١) المساعد (٤ / ٢٤٠ ، ٢٤١).
(٢) الكتاب (٤ / ٤٣٣).
(٣) انظر : المصدر السابق (٤ / ٤٣٣) ، والشافية (٣ / ٢٥١).