.................................................................................................
______________________________________________________
ـ الأولى :
أن لام فعول أو مفعول إذا كانت همزة نحو : قروء ومقروء وقصد تخفيف الهمزة فلا شك أن قياسها في التخفيف الإبدال واوا وإدغام ما قبلها فيها ، فيقال : قروّ ومقروّ ، فالواو الواقعة آخرا عارضة ؛ لأنها بدل عن همزة وإذا كانت عارضة امتنع أن تعامل معاملة الواو الأصلية في جثيّ ومعدوّ ، ولكن قد جاء مشنيّ. قال الشاعر :
٤٣١٠ ـ كورهاء مشنيّ إليها حليلها (١)
ولا شك أن الأصل شنأه يشنؤه فهو مشنوء ، فلما خفف قيل : مشنوّ على القياس فوقعت الواو طرفا وقبلها واو تالية لضمة ، لكنها ـ أعني المتطرفة ـ عارضة ، فإذا لم يعتد بالعارض وهو الأكثر بقي الأمر على ما هو عليه ؛ وإن اعتد بالعارض جاز أن يجري مجرى مغزيّ ومعديّ ، فيقال : مشنيّ أشار المصنف بقوله : وقد يعلّ بذا الإعلال ولامه همزة ، وأشار بذي الإعلال إلى ما ذكره من الإبدال والإدغام وإبدال الضمة كسرة وهذا الذي [٦ / ١٧٦] قررته المقتضي لإعلال مشنوّ هو الظاهر ، ولكن المصنف لما أنشد في إيجاز التعريف شطر البيت المتقدم قال : فبناه على شنيّ بإبدال الهمزة ياء ؛ لأنها مفتوحة بعد كسرة وقد حكي أن من العرب من يقول : كليته بمعنى : كلأته ومكليّ بمعنى : مكلوء أي : محفوظ ، فمشنيّ أولى بذلك (٢) لكسر عينه. قال : ولو جعل هذا مطردا ـ أعني إبدال الهمزة ياء إذا كانت لام مفعول من فعل على فعل كشني ـ كان صوابا وكذلك إذا بني على فعل ، وإن كان أصله فعل بفتح العين (٣) ، فليس هذا بأبعد من قول من قال :مشيب ومهوب ، جعلا على شيب وهوب ، وهما من الشوب والهيبة ، قال وهذا منبه على أن إعلال : معدوّ ونحوه حمل على : عدي وعاد مع تقدير طرح المدّة الزائدة فيشبه أدلوا فيعامل معاملته حين قيل فيه : أدل. ـ
__________________
(١) عجز بيت لأنيف بن زبان وصدره :
ما خاصم الأقوام من ذي خصومة
(٢) أي : بالإعلال.
(٣) انظر : التذييل (٦ / ١٦٩ ب) والمساعد (٤ / ١٥٧).