.................................................................................................
______________________________________________________
المصنف في إيجاز التعريف ـ بعد تقرير الإعلال في نحو : سيد وطي ـ : فإن استحق هذا الحكم ، وكان المدغم فيه لام الكلمة وقبل المدغم ضمة وجب إبدالها كسرة كمرمي وثدي وبغي وأمنية هن في الأصل مرموي وثدوي ، وبغوي ، وأمنوية ؛ لأن الأول اسم مفعول من فعل ثلاثي فوجب موازنته النظائر كمنسوب ومكتوب ، والثاني جمع ثدي فيجب كونه على فعول كفلوس ، والثالث فعول ؛ لأنه إذا كان فعولا كان خلوه من هاء التأنيث باستحقاق ، وإذا كان فعيلا يكون خلوه من هاء التأنيث شذوذا ، ولا يصار إلى الشذوذ مع إمكان العدول عنه والرابع أفعولة من التمني ؛ لأنه لو لم يكن أفعولة لكان إفعيلة وهو وزن مرفوض. انتهى. ولم يذكر ذلك في التسهيل في هذا الفصل ، بل ذكره في الفصل الذي قبل هذا الفصل بفصلين ، وقد قدمنا أنه لو أخر ذلك وذكره في هذا الموضع لكان أولى ؛ لأنه حكم تابع لغيره ، وليس مقصودا لذاته ، وقد شذ عن هذا الأصل ، وهو قلب الواو ياء عند اجتماعهما وإدغام إحداهما في الأخرى ما أشار إليه المصنف بقوله : ونحو : عوية وضيون ، وعوّة ، وريّة شاذ.
والشاذ منه ثلاثة أضرب :
أحدها : شذ فيه الإبدال لكونه لم يستوف شروطه ، وذلك نحو : ريّة في رؤية حكاها الفراء وسمع الكسائي (١) قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(٢) والمقتضى لذلك الاعتداد بالعارض.
الثاني : ما شذ فيه التصحيح كقولهم للسنور : ضيون ، و: عوى الكلب عوية ، ويوم أيوم (٣) وحيوة.
الثالث : ما شذ فيه إبدال الياء واوا وإدغام الواو في الواو ، كقولهم : عوى الكلب عوّة (٤) ، وفلان نهوّ عن المنكر ، والقياس نهيّ ، كما قالوا : بغي ، وهما فعول من ذوات الياء ؛ لأنهما مشتقان من النهي والبغي ، ومنه العوّى للنجم ، قالوا :وكأنه في الأصل : عويا [٦ / ١٧٤] قالوا : واشتقاقه من : عويت يده إذا لويتها ؛ ـ
__________________
(١) انظر : معاني القرآن للفراء (٢ / ٣٥) والبحر المحيط (٥ / ٣١٢).
(٢) انظر : الكتاب (٢ / ٤٠٣) والمنصف (٢ / ٤٦ ، ٤٧) والممتع (٢ / ٥٠٦).
(٣) انظر : مجالس ثعلب (ص ١٢٣) والمنصف (٢ / ١٦٠) والممتع (٢ / ٥٧١).