[من مواضع قلب الواو ياء]
قال ابن مالك : (فصل : تبدل ياء الواو الملاقية ياء في كلمة إن سكّن سابقهما سكونا أصليّا ولم يكن بدلا غير لازم ويتعين الإدغام ، ونحو : عوية وضيون وعوّة وريّة شاذّ وبعضهم يقيس على ريّة ، فيقول في قوي مخفّف [٦ / ١٧٣] قويّ : قيّ).
______________________________________________________
واوات ، لا يقال قد تقدم له في الفصل المتقدم على هذا الكلام على حكم أربع الياءات فيكون هذا المذكور الآن تكريرا ؛ لأن الكلام في الفصل السابق إنما هو في الياء المشددة إذا التقت مع مثلها في كلمة ، وليست الياءات التي نذكرها الآن بهذه الصفة ، فإذا أتي بمثال جحمرش من حييت ، فالأصل : حيييّ فتدغم الأولى في الثانية لسكونها ، وتبدل الثالثة واوا كراهة اجتماع الأمثال فيقال : حيّو ، ويصير منقوصا ، فهذا وجه ، والوجه الآخر أن مثال الكلمة بعد الإدغام حيّيّ فيجتمع فيه ما يجتمع في تصغير عطاء ، فتحذف الآخرة فتبقى الياء التي قبل المحذوفة متحركة وقبلها فتحة فتنقلب ألفا فيقال : حيّا ووجه من قال : حيّاي ـ أن الثالثة ياء تحركت وانفتح ما قبلها ، فقلبت ألفا ، وسلمت بذلك الياء الآخرة من الحذف وفهم من كلامه أن ثلاثة الأوجه جائزة ، لكن الوجهان الأوّلان أولى من الثالث (١).
قال ناظر الجيش : قد تقدم الإعلام بأن من المواضع التي تبدل فيها الواو ياء الموضع الذي افتتح به هذا الفصل ، وأن المصنف إنما أفرده عن المواضع التي تناسبه وذلك الأمر هو اختصاصه عنها بأمر زائد على الإبدال وهو الإدغام. والحاصل : أن الواو تبدل ياء إذا لاقت ياء ، وذلك بشروط :
الأول : أن يكون التقاؤهما في كلمة ، فلو كان أحد الحرفين في كلمة ، والآخر في كلمة أخرى ؛ انتفى هذا الحكم نحو : يعطي واقد ، ويغزو ياسر (٢).
الثاني : أن يسكن السابق منهما ، فلو سكن المسبوق ؛ انتفى هذا الحكم أيضا نحو : طويل وغيور (٣). ـ
__________________
(١) انظر : التذييل (٦ / ١٦٦ ب) والمساعد (٤ / ١٥١) والرضي (٣ / ١٩١) وابن جماعة (٢ / ٢٦٣).
(٢) انظر : الأشموني (٤ / ٣١٣).
(٣) انظر : الكتاب (٢ / ٣٧٢) والأشموني (٤ / ٣١٣).