.................................................................................................
______________________________________________________
نحو : حيويّ ، إذا نسبت إلى حييّ ، وإن كانت بدلا من واو ردّت واوا نحو :طوويّ إذا نسبت إلى : طيّ ، أما الثانية فتبدل واوا جزما كما رأيت في المثالين المذكورين ، وعلّة ذلك واضحة ، وأما قوله : ولا تمتنع سلامتها إن كانت الثالثة والرابعة لغير النسب خلافا للمازني ، فقد شرحه الشيخ بأن قال : وذلك أن تبني من حي اسما على وزن : جردحل ، فإنك تقول فيه : حيويّ ، والأصل حيّيّ بأربع ياءات فعمل به ما عمل في النسب إلى حيّ وشبهه (١) ، قلت : والمصنف قد ذكر المسألة في إيجاز التعريف كما تقدّم لنا نقل ذلك عنه ، لكنه حكم فيه بالإعلال جزما ، وهاهنا قد جعل الجزم بالإعلال هو قول المازني وأجاز هو السلامة من الإعلال ، وأنك تقول فيه : حيّيّ ، فإن كان مراده هو ما مثل به الشيخ فقد اتضح مخالفة ما في التسهيل لما في إيجاز التعريف ؛ لأنه أجاز في التسهيل الصحة وأوجب هناك الإعلال البتّة ، ولكن المصنف قد ذكر في إيجاز التعريف مسألة تشبه هذه المسألة لا من كل الوجوه وذكر فيها خلاف المازني ، وهي أنك إذا بنيت من فتى مثل حمصيص وهو بقلة ، فال : تقول فيه : فتويّ وأصله فتييّ ، الياء الأولى بإزاء الصاد الأولى منه ، والثانية بإزاء يائه ، والثالثة بإزاء الصاد الثانية ، فأدغمت الثانية في الثالثة فصارت : فتييّا (٢) ثم قلبت الأولى واوا كما فعل في النسب فرارا من توالي [٦ / ١٦٩] الأمثال ؛ لأن كسرة الياء المتحرك ما قبلها بمنزلة ياء أخرى ، كما أن ضمة الواو المتحرك ما قبلها بمنزلة واو أخرى ولذلك فرّ من مقووة إلى مقوية على كل حال ، وقد تسلم الياء الأولى في مثال : حمصيص المذكور خلافا للمازني (٣) ، وإن كانت لا تسلم في المنسوب ؛ لأنها فيه تقدر طرفا ؛ لأن ياء النسب كهاء التأنيث فتنقلب ألفا لتحركها وفتح ما قبلها وتدعو الحاجة إلى تحريكها لملاقاتها الساكن بعدها ، فتقلب واوا ولا تحذف ؛ لئلا يلتبس بفعيل ولا تثبت كثبوتها في : دابّة ؛ لأن مثل الياء في بنات الياء والواو مرفوض ، وأما مثال : حمصيص المذكور فلا تقدر ياؤه الأولى طرفا للزوم ما بعدها ، فمن قلبها شبّهها بلام المنسوب ، ومن لم يقلبها شبّهها بعين حييّ وعييّ. انتهى. فقد يقول قائل : هذه المسألة ـ أعني مثال : ـ
__________________
(١) التذييل (٦ / ١٦٤ أ).
(٢) انظر : المرجع السابق والمساعد (٤ / ١٤٥).
(٣) «لو بنيت مثل : حمصيص وهي بقلة من فتى قلت على رأي المازني : فتويّ لا غير ، وقلت عند غيره كذلك ، وفتييّ» المساعد (٤ / ١٤٥).