.................................................................................................
______________________________________________________
فعل المصدر فإن فيه ما عرفت. ولكن العذر له أنه ساوى في التسهيل بين فعل وفعال ، في استحقاق الإعلال ، وأن فعلا إذا كان جمعا ، فتصحيحه شاذ لا محالة ، إذا كانت عين مفرده معتلّة ، وهو قد قرن الجمع الذي على فعل بالمصدر الذي هو على هذه الصيغة ؛ فلهذا قدم ذكر فعل على ذكر فعال ثم قد عرفت أن هذا الإعلال لا يكون في جمع إلا إذا كانت عين واحده معتلة أو ساكنة ، وأنه لا يكون في مفرد إلا إذا كان ذلك المفرد مصدرا ، أما إذا لم تكن عين واحده معتلة أو ساكنة بأن تكون متحركة ، فإنها لا تعلّ في الجمع ، فإن أعلّت كان ذلك شاذّا ، وكذا إذا كانت العين التي هي واو متحركة وقبلها كسرة لكنه في مفرد غير المصدر ، فإن حكمها التصحيح ، فإن أعلت كان ذلك شاذّا ، وهذا الذي قلناه هو المراد من قول المصنف : وقد يعلّ ما حقّه التصحيح من فعال جمعا أو مفردا غير مصدر ، فمثال الجمع قولهم في جمع طويل : طيال. قال الشاعر :
٤٢٩٩ ـ تبيّن لي أنّ القماءة ذلّة |
|
وأنّ أعزّاء الرّجال طيالها (١) |
وروي في البيت : «طوالها» قيل : وهو أشهر ، ومثل طيال في الشذوذ : جياد في جمع جواد ، ومثال المفرد غير المصدر قولهم : صيان وصيار ، في صوان وصوار ، ثم قد عرفت ـ أيضا ـ أنّ الواو المكسور ما قبلها في الجمع ، إن سكنت في واحده ، إنما تبدل ياء في الجمع إذا وجد بعدها ألف كحياض وثياب ، أما إذا لم توجد الألف فالتصحيح نحو : عودة جمع عود وكوزة جمع كوز (٢) ودول جمع دولة ، فعلى هذا الإعلال شاذ. فلهذا قال : ومن فعلة جمعا ، بعد قوله : وقد يعل ما حقه التصحيح وذلك نحو : ثور وثيرة (٣) وكان قياسه : ثورة ، كما قالوا : عود ، يقول في إيجاز التعريف : وشذّ الإعلال في نظير دول فقالوا : عود وعيد ، والعود : البعير ـ
__________________
(١) من الطويل عزاه في معجم الشواهد لأنيف بن زبان ، والقماءة بزنة سحابة ، مصدر قمأ الرجل إذا ذلّ وصغر ، فهو قميء ، أي : ذليل ، والشاهد في البيت : قوله : طيالها ؛ حيث جاء بالياء والقياس :طوالها وجاء برواية الواو. انظر : المنصف (١ / ٣٤٢) ، والمحتسب (١ / ١٨٤) ، وأمالي الشجري (١ / ٥٦) ، وابن يعيش (٤ / ٤٥ ، ١٠ / ٨٧ ـ ٨٨) ، وشرح شواهد الشافية للبغدادي (ص ٣٨٥) ، والتصريح (٢ / ٣٧٩) ، والأشموني (٤ / ٣٠٤) والتذييل (٦ / ١٥٥ أ).
(٢) انظر : الكتاب (٢ / ٣٦٩) بولاق.
(٣) انظر : المرجع السابق (٢ / ١٨٥ ، ٣٦٩).