.................................................................................................
______________________________________________________
الإلحاق بالأعجمي : أن يبنى من ضرب اسم على وزن : صحقن وهو القار باللسان التركي (١) ، فيقال : ضربب ، والتأليف الذي تضمنته الكلمة موجود في لسان العرب ، والهيئة موجودة أيضا وهي الزنة ؛ لأن فعللا موجود كدرهم ، ومثال الإلحاق ببناء منقوص : أن يقال : ابن من ابن مثل يد فيقال : بن ، ومثل فل فتقول :بن ، هكذا مثّل الشيخ (٢) ، ولم يطابق هذا التمثيل لفظ الكتاب ، فإنّ هذا الذي ذكره إلحاق ببناء منقوص ؛ لأن يدا كلمة منقوصة ، ولفظ الكتاب إنما هو ببناء مثل منقوص ، ثم إنه لا إشكال في أن يقال في يد من ابن : بن ، وكيف يتجه أن يمنع جواز ذلك ولا يقول بجوازه إلا أبو الحسن وحده (٣)؟ ولم أتحقق كيف يقرأ هذا اللفظ؟هل بتنوين بناء وإجراء مثل صفة له ، أو بإضافة بناء إلى مثل المضاف إلى المنقوص.
والمعنى المستفاد بالإضافة غير المعنى المستفاد بغيرها ، وقوله : بشرط اجتناب ما اجتنبت العرب من تأليف أو هيئة ، يريد به أن المجيز لذلك للمتمرّن إنما يجيزه بهذا الشرط ، وأراد بالتأليف : المادة ، وبالهيئة : الوزن ، ومثال ما اجتنبه العرب من التأليف مادة كلمة مشتملة على نون ولام تليها ، فمتى أدّى إلحاق كلمة بأخرى إلى أن يحصل ذلك ـ امتنع الإلحاق ، وذلك بأن تبني من الجلوس اسما على وزن جنلق ، وهي : الشّختورة بلسان الترك ، ويقول : (جنلس) (٤) ؛ فهذا ممتنع (٥) ، ومثال الهيئة أن تبني من الضرب اسما على وزن دبكج ، وهو : المهماز بلسان الترك ، ونقول : ضربب ؛ فهذا لا يجوز ؛ لأن هذه الهيئة ـ أعني الوزن ـ مفقودة في اللسان العربي (٦) ، وكذا لا يجوز أن تبنى من : الرّمي اسما على وزن مفعل فيقال :مرم ؛ لأن مفعلا في المنقوص مجتنب عند العرب إلا ما شذ من مأوى الإبل (٧).
__________________
(١) المرجعين السابقين.
(٢) التذييل (٦ / ١٣٤ أ).
(٣) وغير الأخفش لا يحسن عنده أن يلحق بأعجمي ولا ببناء منقوص ولو قصد التدرب ؛ لأن الأعجمي من غير لغة العرب ، فلا يحسن أن تلحق به والمنقوص ليس بقياس. المساعد (٤ / ٧٨).
(٤) كذا في (ب) ، وفي (ج) «جلنس».
(٥) لأنه لا يوجد في لغة العرب كلمة تقع النون فيها متلوة باللام. التذييل (٦ / ١٣٤ أ) ، والمساعد (٤ / ٧٨).
(٦) انظر : المرجعين السابقين.
(٧) انظر : المرجعين نفسيهما.