.................................................................................................
______________________________________________________
وثالثه ألف بعدها حرفان ، وقد عرفت أن المراد بالمساواة المذكورة المساواة في الحركات ، والسكنات ، والهيآت ، وعدد الحروف ؛ وإنما اعتمد المصنف هذه العبارة لقصد الاختصار ؛ إذ يدخل تحتها أوزان كثيرة من جموع ما زاد على ثلاثة أحرف ؛ لو استوفاها بالذكر لطال ، وهي فعالل وما أشبهها من مفاعل وفعاعل وفعاول وفعالن وفعالم ؛ إلى غير ذلك ؛ فالمقصود هنا إنما هو هذه الصيغة الخاصة دون غيرها من الصيغ ، ثم إن المصنف ذكر في أثناء الفصل المذكور ؛ أن الكلمة إذا كان فيها حرف لين رابع ؛ بقي بعد قلبه ياء إن لم يكنها ؛ فيقال في سربال ، وبهلول ، وقنديل :سرابيل ، وبهاليل ، وقناديل ؛ فانضمت هذه الصيغة المشار إليها ثانيا إلى الصيغة المشار إليها أوّلا ؛ فصار المقصود بالذكر في الفصل هاتين الصيغتين لا غيرهما ، وتعين أن يكون كلام المصنف في بقية الفصل مبنيّا عليهما ومردود إليهما ، ومن ثم قال : ويحذف من ذوات الزوائد ما يتعذر ببقائه أحد المثالين ؛ وأراد بالمثالين ما ساوى فواعل وفواعيل ، وقال ـ أيضا ـ : وإن تعذر أحد المثالين ببعض الأصول حذف خامسها ، كل ذلك منه للمحافظة على هاتين الصيغتين ، ثم إنه أتى بعد ذلك بقوله : ولا يستبقى دون شذوذ في هذا الجمع ، مع أربعة أصول زائد ؛ إلا أن يكون حرف لين رابعا ، ولا يرتاب في أن الإشارة بهذا الجمع ، وإنما هي إلى هاتين الصيغتين اللتين نظمهما هذا الفصل ، وإذا كان الأمر كذلك فكيف يصح التمثيل لقوله : دون شذوذ ، بعناكبيت أو عباقري وهاتان الكلمتان ليستا من الصيغتين في شيء ، وإن صح عن العرب عناكبيت ، وعباقري ؛ حكم بأن هذين الوزنين خارجان عن الأوزان المعتبرة في هذا الباب ؛ وأنهما على غير القانون المعتبر عند أهل هذه الصناعة ، ويلزم من مثل لهذه المسألة بهذين المثالين أحد أمرين : إما أن يقول : إن ما وازن فواعل وفواعيل صادق عليهما ، أي أنهما يساويانه في الزنة ـ ولا شك أن الأمر بخلاف ذلك ـ وإما أن يقول : إن الفصل ليس معقودا لهاتين الصيغتين ؛ بل لما هو أعم منهما ، فيقال له : إن المصنف لما ذكر صيغ جموع التكسير وأتى عليها ، لم يذكر نحو هذا الوزن حتى يرجع إليه في بعض صور الأمثلة ، وأما التمثيل بعشاوز جمع عشوزن فباطل قطعا ؛ لأن أحد أصوله قد حذف ، وهو النون فلم يبق فيه من الأصول سوى ثلاثة أحرف ، وإذا كان كذلك فهو خارج عن الذي الكلام فيه ، ـ