.................................................................................................
______________________________________________________
التي ذكرها وهي أربع : المزية في اللفظ دون المعنى كما في : تخاريج جمع استخراج.
ثم قال ـ أعني المصنف ـ : فإن كان أحد الزائدين بإزاء أصل ومضاعفا من أصل ، والآخر بخلاف ذلك أوثر بالبقاء الذي بإزاء أصل ومضاعف من أصل ، كقولك في عفنجج : وعفاجج ، فالنون والجيم الثانية مزيدتان ؛ إلا أن الجيم تضاهي الأصل من وجهين أحدهما : أنها ليست من حروف سألتمونيها ؛ بل هي ضعف حرف أصلي ، والثاني : أنها بإزاء اللام من سفرجل ، بخلاف النون ، فإنها ليست ضعف حرف أصلي ؛ فكان للجيم عليها مزية فأوثرت بالبقاء ، فلو كان الذي ليس ضعف أصل متحركا ومتصلا بالأول كافأ ضعف الأصل نحو : واو كوألل ؛ فلك أن تقول في جمعه : كوايل بحذف أحد اللامين وإبقاء الواو ، ولك أن تحذف الواو وتبقي اللام فتقول : كآلل ، فلو كان الحرف الذي لا يضاهي أصلا ميما سابقة كميم مقعنسس [٦ / ٩٩] أوثرت بالبقاء عند سيبويه (١) ، فقيل في الجمع مقاعس ، والمبرد (٢) يخالف سيبويه فيحذف الميم ويبقي السين لمضاهاتها الأصل ، فيقول : قعاسس (٣).
انتهى. وأما قوله ـ أعني المصنف ـ : وما لا يغني عن حذف غيره ؛ فمعناه أنه يبقى كما أبقي ما له مزيّة ، في المعنى ؛ فإن قوله : وما لا يغني حذفه : معطوف على قوله ما له مزيّة المعنى ؛ فإن تأتي بحذف بعض ، وإبقاء بعض أبقي ما له مزية في المعنى أو اللفظ ؛ وأبقي ما لا يغني حذفه عن حذف غيره ، والإشارة بذلك إلى واو نحو : حيزبون ؛ فإنه يجمع على حزابين بحذف الياء وقلب الواو ياء لانكسار ما قبلها. قال في شرح الكافية : وإنما أوثرت الواو بالبقاء ؛ لأن الياء إذا حذفت أغنى حذفها عن حذف الواو لبقائها رابعة قبل الآخر فيؤمن حذفها ويفعل بها ما فعل بواو عصفور ، ولو حذفت الواو أولا لم يغن حذفها عن حذف الياء ؛ لأنها ليست في ـ
__________________
(١) قال في الكتاب : (٣ / ٤٢٩): (وإذا حقرت : مقعنسس حذفت النون وإحدى السينين ؛ لأنك كنت فاعلا ؛ ذلك لو كسرته للجمع).
(٢) قال في المقتضب (٢ / ٢٣٥): (اعلم أنك تجري الملحق مجرى الأصلي في الجمع والتصغير : وذلك أن الملحق ؛ إنما وضع بإزاء الأصلي لتلحق الثلاثة بالأربعة ، والأربعة بالخمسة ، وذلك قولك في مثل : مسحنكك سحاكك ، وفي مقعنسس : قعاسس ؛ لأن الميم والنون ، لم تزادا لتلحقا بناء ببناء).
(٣) شرح الكافية (٤ / ١٨٨٠) ، وما بعدها بتصرف.