.................................................................................................
______________________________________________________
منه ؛ إذ لو كان أصليّا وجب رده إلى أصله ، فيقال في مختار ومنقاد : مخاير ومقاود ، وقد ثبت في بعض النسخ لفظ (زائد) (١) بعد قوله : حرف لين ، وهذا أمر لا بد منه ، وقد صرح في شرح الكافية ـ كما عرفت ـ بكون الحرف المذكور يكون زائدا ؛ فلزم أن يكون الثابت في بعض النسخ من لفظ زائد هو الحق ، وأما قوله : غير مدغم فيه إدغاما أصليّا. فقال الشيخ : دخل تحت قوله : إدغاما : قسمان : ما إدغامه أصلي نحو : عطوّد ، وهبيّخ ، وقنوّر (٢) ، والثاني : ما إدغامه عارض نحو : جديّل تصغير جدول ، وعثيّر تصغير عثير (٣). فخرج بقوله : أصليّا نحو : عطوّد وهبيّخ ؛ فإنك لا تفصل الثالث من الآخر بل تحذف الواو والياء الساكنتين ؛ بخلاف باب بهلول ؛ فإنك تفصل فتقول : بهاليل ، وسرابيل ، وقناديل ، ومطاعين ، ومطاعيم ، قال : وخلص بقوله حرف لين غير مدغم فيه إدغاما أصليّا ، باب بهلول ، وهو أن لا يكون مدغما البتّة ، وباب جديّل ، وهو أن يكون أدغم إدغاما غير أصلي ؛ فكل من هذين يصدق عليه ؛ أنه حرف لين لم يدغم فيه إدغام أصلي (٤). انتهى. واعلم أني لم أتحقق هذا الكلام ؛ فإن الحرف الرابع في عطوّد وجديّل ليس حرف لين ، ثم قال الشيخ : فإن قلت : قد قالوا في عطوّد :عطاود وعطاويد ، وفي عثول : عثاول وعثاويل. قلت : ليس هذا من النوع ؛ لأن عطاويد إنما فصل فيه الرابع ؛ لأن الثالث وهو الواو الساكنة قد حذفت ؛ ولأن [٦ / ٩٨] عتاويل ليس رابعه فيه في المفرد حرف لين ؛ إنما اللين ثالثه ، فلم يدخل تحت قوله : وما رابعه حرف لين (٥). انتهى. ولا بد للواقف على هذا من التأمل كي يتحقق الأمر عنده ، وأما قوله : قد تعاقبها هاء التأنيث ، فالمراد منه أن هاء التأنيث تعاقب الياء الساكنة التي يفصل بها ثالث الكلمة من آخرها ، وذلك نحو : جبابرة ، ودجاجلة جمعي : جبار ، ودجال ؛ فالقياس أن يقال في جمعهما : جبابير ودجاجيل ، فعاقبت الهاء الياء فقيل : جبابرة ، ودجاجلة ؛ ولا شك أن ذلك قليل ، ولذلك أتى المصنف بكلمة : قد ، حين ذكر المعاقبة.
__________________
(١) ينظر : التسهيل (ص ٢٧٨).
(٢) القنوّر : بتشديد الواو : الشديد الضخم الرأس من كل شيء. اللسان «قنور».
(٣) العيثر والعثير : الأثر الخفي. اللسان «عثر».
(٤ ، ٥) التذييل (٦ / ٢٥) (أ).